الصين تُطلق ثورة في الذكاء الاصطناعي..استثمارات ضخمة تتحدى الهيمنة الأمريكية

في خطوة مهمة ضمن سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، أطلقت الصين صندوقًا استثماريًا بقيمة 60 مليار يوان (ما يعادل 8.2 مليار دولار) لدعم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك في وقت حساس يعكف فيه العالم على دراسة التأثيرات المحتملة لهذه التكنولوجيا في المستقبل.

وجاء الإعلان عن هذا الصندوق بعد أيام قليلة من فرض الولايات المتحدة قيودًا جديدة على تصدير الرقائق المتقدمة، وهي خطوة تهدف إلى الحد من قدرة الصين على الوصول إلى التقنيات الحديثة.

الصين، التي تسعى لتقليص الفجوة التقنية مع الغرب، تبذل جهودًا كبيرة لدعم صناعة أشباه الموصلات المحلية، مع توفير برامج لدعم تطوير المواهب في هذا المجال.

كما تعمل الحكومة على تطوير أكاديميات متخصصة في الذكاء الاصطناعي ودمج هذه الموضوعات في المناهج الدراسية، مما يعكس التزامًا طويل الأمد بالاستثمار في الجيل القادم من الخبراء.

فيما يخص تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، أظهرت الشركات الصينية تفوقًا ملحوظًا على نظيراتها الأمريكية، حيث تمكنت من تطوير نماذج متقدمة بتكاليف منخفضة نسبيًا.

و تتميز هذه النماذج أيضًا بالكفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بالأمريكية، ما يجعلها أكثر تنافسية في السوق.

من بين أبرز هذه النجاحات، قالت شركة “بايدو” في أكتوبر 2023 إن روبوت الدردشة “إرني 4” الذي طورته ينافس نموذج “شات جي بي تي 4” من “أوبن إيه آي”، في حين أكدت شركة “بايت دانس”، مالكة “تيك توك”، أن نموذج “دوباو” يتفوق على “شات جي بي تي 4” في كفاءته من حيث التكلفة.

و من جهة أخرى، أشار تقرير من “مون شوت إيه آي” إلى أن نموذج “كيمي” الذي طوّرته الصين لا يُنافس فقط في الرياضيات ولكن يتفوق على نموذج “O1” من “أوبن إيه آي”، قادرًا على حل المشكلات الأكثر تعقيدًا بفعالية أعلى.

بهذا الشكل، تظهر الصين عزمًا قويًا على تبوؤ مكانة متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، متجاوزة بعض القيود المفروضة عليها، مما يضعها في منافسة حقيقية مع الولايات المتحدة في هذا السباق التكنولوجي المهم.