الصين تطلق أول دفعة من مشروع حاسوب فضائي فائق يفوق قدرات الأرض
أطلقت الصين أول مجموعة من الأقمار الصناعية ضمن مشروع رائد لبناء أول حاسوب فائق خارج كوكب الأرض، في خطوة تهدف إلى تطوير منظومة حوسبة فضائية تتجاوز بكفاءتها أقوى الأنظمة الأرضية الحالية.
ووفقًا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، تم إطلاق 12 قمرًا صناعيًا يوم الأربعاء على متن صاروخ من طراز “لونج مارش 2 دي”، ضمن المرحلة الأولى من نظام متكامل يتألف من ثلاثة أقسام، تم تصميمه لدعم المعالجة الفورية للبيانات في المدار.
النظام الذي طوره مختبر “تشجيانج” يتمتع بقدرة معالجة إجمالية تصل إلى 1000 بيتا عملية في الثانية، وهي طاقة تتفوق بشكل ملحوظ على قدرات حاسوب “إل كابيتان” الأمريكي الذي تصدر التصنيف العالمي العام الماضي بقدرة 1.72 بيتا عملية فقط.
وأشار عالم الفلك بجامعة هارفارد، جوناثان ماكدويل، إلى أن إنشاء مراكز بيانات في المدار أصبح اتجاهاً متسارعًا، نظرًا لإمكانية اعتمادها على الطاقة الشمسية والتخلص من الحرارة مباشرة في الفضاء، مما يقلص استهلاك الطاقة ويحد من الانبعاثات الكربونية.
وعلى عكس الأقمار التقليدية التي تعيد البيانات إلى الأرض لمعالجتها، تخسر خلالها أكثر من 90% من المعلومات بسبب القيود الترددية وقلة المحطات الأرضية، تتمتع الأقمار الجديدة بقدرة على معالجة 744 تريليون عملية في الثانية لكل قمر، مع معدل نقل بيانات يصل إلى 100 جيجابايت في الثانية بفضل الروابط الليزرية عالية السرعة.
كما تتضمن الأقمار نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يحتوي على 8 مليارات معلمة، مما يتيح لها تحليل البيانات مباشرة في الفضاء، ويُستخدم حاليًا لاختبار قدرات النظام في مجالات مثل الرصد الفلكي والاتصالات الفضائية.
هذا المشروع يعزز موقع الصين في سباق تقنيات الفضاء والحوسبة المتقدمة، ويؤسس لمرحلة جديدة من المعالجة اللامركزية للبيانات خارج الغلاف الجوي.
