الصين تستعد للتحديات الاقتصادية مع تصاعد التوترات التجارية العالمية

أكد رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، استعداد بلاده لمواجهة صدمات اقتصادية تتجاوز التوقعات، في وقت يترقب فيه العالم الإعلان المرتقب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض المزيد من الرسوم الجمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين الشهر المقبل.
جاءت تصريحات لي خلال افتتاح منتدى التنمية الصيني في بكين يوم الأحد، حيث أشار إلى أهمية فتح الأسواق في مواجهة تزايد التشرذم الاقتصادي، وقال: “في ظل تزايد عدم الاستقرار والشكوك، من الضروري أن تفتح جميع الدول أسواقها بشكل أكبر وأن تتعاون شركاتنا لتبادل الموارد.”
شارك في المنتدى العديد من كبار المسؤولين التنفيذيين، منهم تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة “أبل”، وكريستيانو آمون، الرئيس التنفيذي لشركة “كوالكوم”، وألبرت بورلا من “فايزر”، وأمين الناصر من “أرامكو” السعودية.
كما أفادت تقارير بأنه من المخطط عقد اجتماع بين رؤساء الشركات الكبرى والرئيس الصيني شي جين بينغ في 28 مارس.
من جانب آخر، التقى السيناتور الجمهوري ستيف داينز مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في لقاء علني نادر بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ومن المقرر أن يلتقي داينز مع لي يوم الأحد.
وفيما يخص السياسات النقدية، جدد رئيس الوزراء الصيني تأكيدات البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة ونسب الاحتياطي الإلزامي في الوقت المناسب، إلى جانب تقديم المزيد من الدعم لضمان استقرار الاقتصاد.
تأتي تصريحات لي في وقت تعاني فيه الصين من انخفاض في الاستثمارات الأجنبية، حيث سجل الاستثمار الأجنبي في البلاد العام الماضي أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة عقود، نتيجة تباطؤ النمو وتصاعد التوترات التجارية.
وفي هذا السياق، من المنتظر أن تراجع الولايات المتحدة امتثال الصين للاتفاق التجاري المبرم في فترة ولاية ترامب، مع فرض رسوم جمركية انتقامية جديدة.
وفي خطوة نحو تعزيز النمو، تستهدف الصين تحقيق نمو اقتصادي قدره حوالي 5% لعام 2025، مع رفع مستهدف العجز المالي إلى أعلى مستوى منذ عقود. ومع ذلك، يرى الاقتصاديون أن تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة قد يتطلب من الصين تقديم حوافز كبيرة لتحقيق هذا الهدف.
من جانب آخر، شهدت الصين انخفاضاً ملحوظاً في مشترياتها من القطن والسيارات ذات المحركات الكبيرة وبعض منتجات الطاقة من الولايات المتحدة في الأشهر الأولى من هذا العام، وذلك نتيجة الرسوم الجمركية الصينية التي فرضت رداً على إجراءات ترامب التجارية.
وفيما يتعلق بالمنتدى، الذي تأسس عام 2000، يعد منصة للحوار بين الصين والعالم، حيث يشارك فيها مسؤولون رفيعو المستوى من مختلف أنحاء العالم.
هذا العام، شهد المنتدى خطاباً من لي تشيانغ، في حين كان الرئيس شي جين بينغ قد التقى بعدد من رؤساء الشركات الأمريكية في خطوة تهدف إلى تعزيز الصورة الإيجابية للاقتصاد الصيني في ظل التحديات الحالية.