الصين تراهن على الروبوتات الشبيهة بالبشر لرفع الإنتاجية دون تهديد وظائف البشر

أكد مسؤول صيني رفيع أن الروبوتات الشبيهة بالبشر، رغم تسارع تطويرها وتمويلها من الدولة، لن تشكل خطرًا على العمالة البشرية في الصين، بل ستُوظف لتعزيز الإنتاجية والعمل في بيئات يصعب على البشر تحملها.
وأوضح ليان ليان، نائب مدير منطقة بكين للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية، التي تضم واحدًا من أكبر مراكز التكنولوجيا في البلاد، أن الروبوتات لن تحل محل صانعيها، بل ستكون أدوات مساعدة تُمكّن من تحقيق كفاءة أعلى في قطاعات متعددة.
وقال ليان خلال لقائه بوسائل إعلام أجنبية يوم الجمعة:
“نرى أن الروبوتات لن تكون سببًا في فقدان الوظائف، بل ستؤدي مهامًا لا يفضلها الإنسان، كاستكشاف الفضاء أو أعماق البحار، أو العمل في ظروف تتطلب جهداً متواصلاً على مدار الساعة، بينما يحتاج الإنسان للراحة والنوم.”
وأشار إلى أن الروبوتات يمكنها العمل ليلًا عندما يتوقف البشر عن الإنتاج، ما يؤدي إلى تصنيع منتجات أرخص، وأكثر جودة وسهولة في الاستخدام، مؤكدًا أن هذا هو الاتجاه الطبيعي لتطور التكنولوجيا في المستقبل.
وشدد ليان على أن الحدث الذي أقيم مؤخرًا في بكين – أول نصف ماراثون للروبوتات في العالم – كان وسيلة رمزية لتجسيد هذا المفهوم. إذ خُصص مسار للبشر وآخر للروبوتات، في إشارة إلى أن التكنولوجيا ستسير جنبًا إلى جنب مع الإنسان دون أن تتجاوزه أو تزيحه من مساره.
وشاركت في الماراثون 20 فرقة تحكمت في روبوتات ذات أشكال وأحجام مختلفة، في حين خاض البشر السباق على مسار موازٍ، ما يعكس تصورًا مستقبليًا يعزز التكامل بدلًا من التنافس.
وجاءت تصريحات ليان خلال جولة نظمت في مقر شركة “إكس هيومانويد”، المعروفة أيضًا باسم مركز بكين لتطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، وهي شركة مدعومة من الدولة. وقد فاز روبوتها “تيان جونغ ألترا” بالمركز الأول في السباق.
واستعرض المركز قدرات الروبوتات الجديدة، منها مهارة “التصحيح الذاتي”، حيث أظهر أحد الروبوتات مرونة في الاستجابة لمحاولات تشتيت انتباهه خلال أداء مهمة تنظيف، إذ أعاد مرارًا التقاط قطعة قمامة انتُزعت من يده حتى أكمل مهمته بنجاح.
وخلص ليان إلى أن مثل هذه المهارات تمثل الخطوة التالية في تطوير روبوتات شبيهة بالبشر، قادرة على العمل جنبًا إلى جنب مع الإنسان في مختلف الصناعات، دون أن تحل محله.