اتهمت الحكومة الصينية، يوم الاثنين، الولايات المتحدة بإضعاف الاتفاق التجاري المبدئي بين البلدين، وذلك عقب إصدار واشنطن تحذيرًا لصناعة التكنولوجيا الأمريكية من استخدام الرقائق الإلكترونية المتطورة المنتجة في الصين، مع التركيز بشكل خاص على منتجات شركة هواوي العملاقة.
وفي بيان لوزارة التجارة الصينية، دعت بكين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “تصحيح أخطائها فورًا”، ووصفت الخطوة الأمريكية الأخيرة بأنها إجراء “تمييزي” ويؤدي إلى “تشويه السوق الحرة”.
ونقلت وسائل الإعلام الصينية عن متحدث باسم الوزارة قوله: “تطالب الصين الولايات المتحدة بالكف الفوري عن هذه الممارسات الخاطئة، والامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها التمييز ضد الشركات الصينية.”
وأضاف المتحدث محذرًا: “في حال استمرار واشنطن في هذه السياسات التي تلحق ضررًا بالغًا بمصالح الصين، فإن بكين لن تتردد في اتخاذ تدابير حاسمة للدفاع عن حقوقها ومصالحها الشرعية.”
جاء الرد الصيني بعد أن حذّر مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأمريكية، الأسبوع الماضي، من المخاطر المحتملة لاستخدام الدوائر المتكاملة الصينية المتقدمة، مشيرًا تحديدًا إلى شرائح Ascend التي تطورها شركة هواوي.
وجاء في التحذير الأمريكي أن هذه الرقائق قد تكون “تم تطويرها أو إنتاجها بشكل ينتهك القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على الصادرات التكنولوجية.”
التحذير الأمريكي أُعلن بعد أقل من 48 ساعة على إعلان واشنطن وبكين التوصل إلى اتفاق تجاري مؤقت عقب محادثات رفيعة المستوى في جنيف، تضمن تعليقًا مؤقتًا للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا.
وكانت الرسوم المفروضة على المنتجات الصينية قد تراجعت إلى 30% بعد أن بلغت سابقًا 145%، في خطوة هدفت إلى منح الطرفين فرصة للتفاوض. ومع ذلك، لوّح الرئيس ترامب بإمكانية إعادة رفع هذه الرسوم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل خلال مهلة التجميد.
يأتي هذا التوتر الجديد في سياق صراع طويل الأمد بين الصين والولايات المتحدة حول الهيمنة التكنولوجية، حيث تعتبر واشنطن أن شركة هواوي تمثل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي وللتوازن الاستراتيجي في قطاع التكنولوجيا.
ويرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي ضد رقائق هواوي قد يعمّق الخلافات بين البلدين، ويزيد من تعقيد المفاوضات التجارية الجارية، في ظل تمسك الصين بموقفها الرافض لما تعتبره حملة ممنهجة ضمن حرب تجارية شاملة ضدها.
