السكوري : لا مستقبل للشغل دون إعادة ربطه بالنمو والكفاءات الإنسانية

أطلق وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، نداءً واضحًا لإعادة التفكير جذريًا في مقاربات التشغيل، محذرًا من اختزال مستقبل الشغل في منطق التكيّف الظرفي مع التغيرات، بدل إدماجه ضمن رؤية شاملة لمستقبل النمو الاقتصادي.
وخلال مداخلة له ضمن جلسة نقاش احتضنتها الرباط، في إطار الدورة الرابعة عشرة من مؤتمر “الحوارات الأطلسية”، شدد السكوري على أن الرهان الحقيقي لم يعد يقتصر على خلق فرص العمل، بل على استباق طبيعة الكفاءات التي سيحتاجها الاقتصاد خلال العقود المقبلة، في ظل زحف الذكاء الاصطناعي، وتشدد المعايير البيئية، وتحوّل سلاسل الإنتاج عالميًا.
الوزير اعتبر أن بعض الكفاءات ستظل عصية على التعويض التكنولوجي، وفي مقدمتها الريادة، واتخاذ القرار في السياقات المعقدة، وبناء الرؤى طويلة الأمد. وهي مهارات، يقول السكوري، تنبع من التجربة الإنسانية والتفاعل الاجتماعي والاختيارات الفردية، ولا يمكن للخوارزميات أن تحل محلها مهما بلغت درجة تطورها.
وفي المقابل، لم يُخف المسؤول الحكومي أن الكفاءات الرقمية باتت شرطًا أساسيًا لأي اقتصاد تنافسي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والتقنيات الناشئة. غير أن التحدي، بحسبه، لا يكمن في التحكم التقني فقط، بل في القدرة على توظيف هذه الأدوات لخلق الابتكار والقيمة المضافة.
وتوقف السكوري عند التحولات العميقة التي يفرضها الاقتصاد الأخضر، مشيرًا إلى أن القرارات البيئية الدولية لم تعد بعيدة عن الواقع الصناعي الوطني، بل تؤثر بشكل مباشر على قطاعات استراتيجية مثل السيارات والطيران والصناعات الميكانيكية.
وهو ما يفرض، وفق تعبيره، تطوير كفاءات جديدة قادرة على مواكبة الانتقال الإيكولوجي والانسجام مع المعايير العالمية.
وفي سياق متصل، أعاد الوزير الاعتبار للتكوين المهني والمهن اليدوية، معتبرًا أنها تشكل دعامة أساسية لأي نموذج تنموي متوازن، خصوصًا في ظل الحاجة المتزايدة إلى مهارات تقنية متخصصة في التجارة والصناعة والخدمات.




