السغروشني : الدار البيضاء تتصدر مشهد المدن الذكية بإستراتيجية شاملة للابتكار والتنمية المستدامة

أكدت أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، في افتتاح الدورة التاسعة لملتقى المدينة الذكية بالدار البيضاء، أن تحسين جودة الحياة الحضرية عبر التقدم في التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي يمثل محوراً أساسياً في مفهوم المدينة الذكية.
وأشارت الوزيرة، خلال كلمتها التي أُلقِيت تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، إلى الدور المحوري الذي تلعبه التقنيات الحديثة في بناء منظومة حضرية مستدامة ومبتكرة.
وأوضحت أن التحدي يكمن في إعادة تصميم الفضاءات الحضرية من خلال دمج التخطيط الحضري مع التكنولوجيا المتطورة، والحكامة التشاركية، إلى جانب إشراك المواطنين في عملية التحول، مؤكدة على أهمية تبني نهج متعدد التخصصات يجمع بين التنمية المستدامة ومتطلبات المدينة الذكية.
من جهته، أكد عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك، عبر كلمة ألقاها الكاتب العام للوزارة خالد الشرقاوي، أن التنقل يشكل رافعة استراتيجية للتنمية في ظل التحولات العميقة التي تعرفها المدن.
وأبرز المشاريع الهيكلية الكبرى في جهة الدار البيضاء – سطات، مثل الخط السككي فائق السرعة والمناطق اللوجستية، التي تمثل رؤية متكاملة تربط التنمية الاقتصادية بالإدماج الاجتماعي والتحول البيئي والرقمي.
كما اعتبر قيوح مشروع المدينة الذكية بالدار البيضاء منصة أساسية للتفكير الجماعي في مستقبل المدن الكبرى.
وفي السياق ذاته، سلط محمد الجواهري، المدير العام لشركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، الضوء على الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة لمواجهة تحديات المدينة في مجالات التنقل، والبنية التحتية الرياضية، والحكامة، والإدماج الاجتماعي والتشغيل.
وذكر أن شعار هذه الدورة، “مدن ذكية من الجيل الجديد.. الابتكار من أجل مدينة مستدامة وشاملة”، يعكس الرغبة في تجاوز الابتكار التكنولوجي التقليدي نحو تحوّل عميق في العلاقة بين المواطن وبيئته الحضرية.
وأشار الجواهري إلى استعداد الدار البيضاء لاستضافة أحداث دولية كبرى وتعزيز بنيتها التحتية، مما يؤكد مكانتها كمدينة رائدة في مجال المدن الذكية على مستوى القارة الإفريقية.
من جانبها، أشادت جاكيس غابرييل كيمليو تشاغبو، المستشار الخاص للرئيس الوطني للاتحاد البلديات والمدن المتحدة في الكاميرون، ممثل مدينة ياوندي كضيف شرف الملتقى، بالتجربة المغربية في المدن الذكية، ووصفها بأنها “نموذج ملهم للمدن الإفريقية”.
وشدد على أهمية تعزيز الشراكات بين المغرب والكاميرون في مجالات التحول الرقمي والتخطيط الحضري المستدام والحكامة المحلية، داعياً إلى تكثيف التبادل جنوب-جنوب لبناء نماذج تنموية تتوافق مع خصوصيات القارة الإفريقية.
ويستمر ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء على مدار يومين، حيث يقدم برنامجاً متنوعاً يشمل ندوات دولية، وموائد مستديرة، وورش عمل تخصصية، فضلاً عن فضاءات مخصصة للشركات الناشئة والابتكار المحلي.
كما ينظم الملتقى “هاكاثون” يشارك فيه أكثر من 100 شاب من تخصصات متعددة لتقديم حلول عملية في مجالات الطاقة والتنقل والتكنولوجيا المدنية، تأكيداً على التزام المغرب بدعم الابتكار كرافعة للتنمية الحضرية المستدامة.