السردين يفقد لقب ‘سمك الفقراء’.. أسعاره تقفز إلى مستويات قياسية في المغرب

تشهد أسواق السمك في مختلف مناطق المغرب ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار السردين، الذي طالما عرف بلقب “سمك الفقراء” نظراً لسعره المعتدل وإقبال مختلف فئات المجتمع عليه. ح

يث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد حالياً ما بين 25 و30 درهماً، ووصل في بعض الأسواق الشمالية إلى 60 درهماً.

ويرجع هذا الارتفاع، وفقاً لما أكده العربي مهيدي، رئيس جامعة غرف الصيد البحري، إلى تراجع المخزون السمكي للسردين للسنة الثانية على التوالي، وهو أمر غير مسبوق منذ عقود.

ويُعزى هذا التراجع بشكل رئيسي إلى التغيرات المناخية، وعلى رأسها ارتفاع حرارة مياه المحيطات، مما دفع أسراب السردين للهجرة إلى مناطق أبرد تقع خارج نطاق الصيد المغربي.

وأوضح مهيدي في تصريح  أن ثمن صندوق السردين الذي يزن حوالي 28 كيلوغراماً يتراوح في الموانئ بين 180 و200 درهم، وهو متوفر فقط في بعض الموانئ مثل آسفي والعيون، بينما تعاني باقي الأسواق من نقص واضح في المعروض.

وأضاف أن هذا النقص في العرض يتزامن مع اختلالات في سلسلة التوزيع، حيث يمر السردين عبر عدة مراحل قبل وصوله للمستهلك، ما يتيح للوسطاء والمضاربين فرض زيادات سعرية غير مبررة.

ودعا مهيدي إلى ضرورة إصلاح منظومة تسويق الأسماك، خصوصاً الأنواع الأكثر استهلاكاً كالسردين، من خلال تعزيز آليات المراقبة، تحديد هوامش الربح، توسيع قدرات التخزين، ودعم التعاونيات المحلية.

كما أشار إلى وجود حوار مستمر بين المهنيين ووزارة الفلاحة والصيد البحري لوضع ضوابط تقنية جديدة تهدف إلى تنظيم الصيد والحد من استنزاف الموارد السمكية.