الروبية الهندية تحقق أعلى مستوياتها في شهر بدعم من التدخل القوي للبنك المركزي وتراجع الدولار

شهدت الروبية الهندية صعودًا لافتًا لتسجل سعر صرف قدره 88.3 مقابل الدولار الأمريكي، وهو أعلى مستوى تصل إليه العملة في غضون شهر تقريبًا.
جاء هذا الارتفاع كنتيجة مباشرة للخطوات الحازمة و”العدوانية” التي اتخذها بنك الاحتياطي الهندي (RBI) للرد على ضغوط بيع كبيرة ومحاولات للمضاربة ضد العملة الوطنية.
بعد فترة وجيزة حافظ فيها البنك المركزي على الروبية فوق أدنى مستوى تاريخي لها عند 88.80، يبدو أن بنك الاحتياطي الهندي قد تبنى استراتيجية أكثر صرامة ومواجهة مباشرة ضد المراكز القصيرة (Short Bets) التي تستهدف إضعاف الروبية.
وقد تجسد هذا الموقف في مبيعات مبكرة ومكثفة للدولار الأمريكي نفذتها البنوك الحكومية، ما أجبر المتداولين على تفكيك مراكزهم والمساهمة في الارتداد السريع الذي شهدته العملة.
لعب هذا التدخل دورًا محوريًا في تخفيف مجموعة من الضغوط التي كانت ترهق الروبية في الأسابيع الماضية، بما في ذلك التصعيد في الرسوم الجمركية الأمريكية، وتطبيق قواعد هجرة أكثر صرامة، وتباطؤ التدفقات المالية الأجنبية. كما كان للارتفاع في أسعار المعادن الثمينة، وعلى رأسها الذهب، تأثير سلبي لكون الهند تعتمد بشكل كبير على واردات هذا المعدن.
إلى جانب العمل الداخلي للبنك المركزي، استمدت الروبية قوة إضافية من ضعف الدولار الأمريكي المستمر. فقد عززت التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، التوقعات السائدة بشأن احتمالية لجوء الولايات المتحدة إلى المزيد من “تيسير السياسة النقدية”، مما زاد من الضغط الهبوطي على العملة الخضراء وقدم دعمًا هامًا لعملات الأسواق الناشئة كالهند.