الرسوم الجمركية الأمريكية ترتفع إلى 704 مليارات دولار وتعيد تشكيل التجارة العالمية في 2025

في ظل التوترات التجارية المتصاعدة ومساعي واشنطن لحماية الصناعات المحلية وتقليص العجز التجاري، لم تعد الرسوم الجمركية الأمريكية في عام 2025 مجرد قيود تجارية، بل تحولت إلى محرك مالي ضخم يُعيد رسم خريطة تدفقات التجارة العالمية.

وتشير التوقعات، المستندة إلى مستويات الاستيراد لعام 2024 ومعدلات التعريفة المحدّثة، إلى أن إجمالي الإيرادات المتوقعة للخزانة الأمريكية سيلامس رقمًا قياسيًا يبلغ حوالي 703.9 مليار دولار.

على الرغم من سنوات من النزاعات التجارية والحرب الجمركية بين البلدين، تظل الصين المصدر الأول والأكثر أهمية لإيرادات الرسوم الأمريكية.

حيث من المتوقع أن تُولّد الواردات الصينية ما يقارب ثلث الإجمالي، بقيمة هائلة تصل إلى 205.2 مليار دولار.

هذا المبلغ يأتي مع معدل تعريفة مرجّح بحجم التجارة يصل إلى 47.3%، مما يجعل المنتجات الصينية هي العمود الفقري لـ “جدار الحماية المالي” الأمريكي.

تُظهر البيانات أن سلعًا استراتيجية وكبيرة القيمة هي الأكثر مساهمة في هذه الإيرادات الضخمة. ويتصدر القائمة:

• النفط الخام: (34.5 مليار دولار).
• سيارات الركاب: (21.3 مليار دولار).
• الأدوية: (20.4 مليار دولار).
• الحواسيب المحمولة والأجهزة الإلكترونية: (18.9 مليار دولار).

بالرغم من اتفاقية الشراكة الحرة لأمريكا الشمالية (USMCA)، تظل كندا والمكسيك من بين أكبر المساهمين في الرسوم.

وتحتل المكسيك المرتبة الثانية بإيرادات متوقعة تبلغ 84.1 مليار دولار، تليها كندا في المرتبة الثالثة بـ 78.8 مليار دولار، مما يشير إلى أن الحواجز الجمركية لا تزال قائمة بشكل كبير حتى مع الشركاء التجاريين الأقرب.

تُعزّز الاقتصادات الآسيوية والأوروبية من حصتها في إيرادات واشنطن، مما يعكس عمق الترابط العالمي لسلاسل الإمداد:

• آسيا الصاعدة: تتوقع الهند واليابان مساهمات كبيرة تبلغ 33 مليار دولار و 32.3 مليار دولار على التوالي. كما تساهم كوريا الجنوبية بـ 27.9 مليار دولار و تايوان بـ 17.3 مليار دولار، مما يسلط الضوء على الأهمية الحيوية لقطاعي الإلكترونيات والرقائق في التجارة مع شرق آسيا.
• صعود فيتنام: شهدت فيتنام صعودًا لافتًا لتصبح مساهمًا رئيسيًا بقيمة 29.8 مليار دولار. ويُفسّر الخبراء هذا التحول بنقل سلاسل الإمداد من الصين إليها، مما عزّز مكانتها التجارية مع الولايات المتحدة.
• أوروبا تدفع الثمن: لم تسلم القارة العجوز، حيث تظهر الأرقام أن الرسوم الجمركية تقلص الامتيازات الأوروبية؛ إذ تُسهم ألمانيا بـ 29.9 مليار دولار، تليها إيطاليا بـ 12.9 مليار دولار، وفرنسا بـ 9.9 مليار دولار.

تُظهر البيانات أن الرسوم الجمركية تُجمع من شبكة واسعة من الشركاء التجاريين، حيث تساهم دول مثل تايلاند والبرازيل وسويسرا بـ 12 إلى 13 مليار دولار لكل منها.

والأهم من ذلك، تُسهم فئة “الدول الأخرى” بما يقارب 105.5 مليار دولار، أي نحو 15% من الإجمالي الكلي، وهو ما يؤكد على التنوع الهائل في مصادر السلع المستوردة والاعتماد الأمريكي على شبكة إمداد عالمية لا تزال تخضع لضغوط التعريفات المتزايدة.