شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في تداولات السوق الأوروبية يوم الثلاثاء، مسجلة أول مكاسبها خلال أربعة أيام، بعدما تجاوزت مجددًا المستوى التاريخي البالغ 3,000 دولار للأونصة.
ويأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بعمليات شراء من مستويات منخفضة إلى جانب تراجع أداء الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات.
ورغم تزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية أكثر من مرة خلال العام الجاري، يترقب المستثمرون صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، بحثًا عن مؤشرات أوضح حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية في الولايات المتحدة.
قفزت أسعار الذهب بنسبة 1.1% لتصل إلى 3,015.80 دولارًا للأونصة، بعد افتتاح التداول عند 2,983.16 دولارًا، فيما سجلت أدنى نقطة عند 2,956.79 دولارًا.
وكانت أسعار الذهب قد تراجعت يوم الاثنين بنسبة 1.8%، في ثالث خسارة يومية متتالية، مسجلة أدنى مستوى لها منذ أربعة أسابيع، على خلفية المخاوف المتعلقة بتراجع الطلب من الصين، أكبر مستهلك للمعدن الثمين عالميًا.
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بأكثر من 0.6% يوم الثلاثاء، ليمتد في خسائره بعد توقف مؤقت دام يومين، مقتربًا من أدنى مستوياته في ستة أشهر. هذا الانخفاض يعكس ضعف الدولار أمام معظم العملات الرئيسية، ويُعد عاملاً داعمًا لارتفاع الذهب.
ويأتي هذا التراجع وسط تصاعد التوترات التجارية، بعد رفض الصين ما وصفته بـ”الابتزاز الأمريكي”، واستمرار حالة الغموض بشأن مستقبل الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب مؤخرًا.
صرّح “أوستان جولسبي”، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أن البنك المركزي سيستند إلى “بيانات ملموسة” قبل اتخاذ أي قرار بشأن خفض الفائدة، رغم قلق الشركات من آثار الرسوم الجمركية.
ووفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME:
تبلغ احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع مايو نحو 35%، مقابل 65% لاحتمالات الإبقاء عليها دون تغيير.
أما في اجتماع يونيو، فتقف احتمالات الخفض عند 97%، بينما لا تتجاوز فرص الإبقاء على الفائدة 3%.
تترقب الأسواق محضر اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء، والذي من المتوقع أن يكشف عن إشارات حاسمة بشأن مستقبل أسعار الفائدة، ما قد يحدد اتجاه الذهب في المدى القريب.
