الاقتصادية

الذهب مقابل الفضة: أي المعدنين أفضل للاستثمار في ظل التوترات الاقتصادية؟

شهد كل من الذهب والفضة بداية قوية في عام 2025، إذ سجلا مكاسب متقاربة تجاوزت 14% حتى أواخر مارس.

لكن سرعان ما تغير المسار، إذ واصل الذهب صعوده ليسجل مستويات قياسية جديدة، بينما تراجعت الفضة بنسبة 5.4% خلال الشهر الأخير، مما يثير تساؤلات بين المستثمرين: أيهما الأنسب للاستثمار الآن؟

بحسب إغلاق يوم الخميس الماضي – نظرًا لإجازة الأسواق يوم الجمعة – فقد ارتفعت مكاسب الذهب إلى 26% منذ بداية العام، مدفوعة بارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية والمخاوف من تبعات الحرب التجارية التي أطلق شرارتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع بداية أبريل. في المقابل، لم تتجاوز مكاسب الفضة 11% فقط في نفس الفترة.

ويعزو أدريان آش، مدير الأبحاث في “بولين فالو”، هذا الانفصال بين أداء المعدنين إلى مخاوف الركود العالمي، إذ تُستخدم الفضة بكثافة في الصناعات الإلكترونية والطاقة الشمسية، ما يجعلها أكثر حساسية للتباطؤ الاقتصادي من الذهب الذي يلمع كملاذ آمن في أوقات الأزمات، كما حدث خلال أزمة “كوفيد-19”.

9e299ced fb26 4758 9af8 31dea5d1b646 Detafour

وأكد ستيفان جليسون، المدير التنفيذي في “موني ميتالز إكستشنج”، أن انخفاض الفضة يعود إلى التأثير السلبي للرسوم الجمركية وتباطؤ التجارة الدولية، مضيفًا أن القيمة النسبية للفضة مقابل الذهب باتت عند مستويات تاريخية منخفضة، إذ يتطلب شراء أونصة واحدة من الذهب نحو 102 أونصة من الفضة – وهو مستوى لم نشهده منذ الأيام الأولى للجائحة.

ويُذكر أن الفضة، عند هذا المستوى المنخفض، ارتفعت بأكثر من 37% خلال الأشهر الستة التالية في مايو 2020، مقارنة بزيادة 10% فقط في الذهب خلال نفس الفترة، بحسب تحليل “آش”.

وإذا تكررت ظروف الذعر الاقتصادي الحالية، قد تشهد الفضة انتعاشًا أقوى بثلاثة أضعاف مقارنة بالذهب، ما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن فرص صعود قوية مع تحسن المعنويات.

ورغم صعود الذهب نحو قمم تاريخية، تظل الفضة ورقة رابحة محتملة في حال انقشاع الضبابية الاقتصادية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى