الاقتصادية

الذهب في مرحلة استثنائية والفضة قد تحقق مكاسب طويلة الأجل

يشير دانييل غالي، كبير استراتيجيي السلع في TD Securities، إلى أن أسعار الذهب تملك فرصة كبيرة للارتفاع بغض النظر عن تحركات الدولار الأميركي في المستقبل القريب، بينما يعتبر أن الفضة ستكون الرابح الأكبر على المدى البعيد بسبب تدفقات المعدن المادي والعجز الهيكلي في السوق.

في مقابلة أجريت في 21 فبراير، أكد غالي أن حتى في ظل محاولات الولايات المتحدة لتخفيف قيمة الدولار الأميركي لتعزيز القدرة التنافسية للصادرات، فإن قوة الدولار تدفع بأسعار الذهب نحو الأعلى.

وعلق قائلاً: “من المثير في هذه المرحلة أن قوة الدولار الأميركي تدعم فعلاً أسعار الذهب. أعتقد أن هذه الظاهرة غير التقليدية في الأسواق تفتح أمامنا الكثير من الفرص لفهم الديناميكيات بشكل أعمق.”

وأشار إلى أن الذهب شهد ارتفاعًا غير مسبوق على الرغم من قوة الدولار الأميركي وارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، وهي ظاهرة لم تحدث سوى مرتين في التاريخ الحديث: في عام 1933 عندما قامت الحكومة الأميركية بإعادة تقييم الذهب، وفي عام 2009 خلال أكبر جولة للتيسير الكمي.

وأضاف غالي أن هذه الظاهرة تعكس “قوة غير عادية” في أسعار الذهب، ما قد يشير إلى حدوث شيء بالغ الأهمية في أسواق السلع.

و اعتبر غالي أن الذهب قد أصبح أداة تحوط ضد تراجع العملات، خاصة مع قوة الدولار الأميركي، حيث شهدت آسيا إقبالاً متزايدًا على الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة وسط انخفاض العملات.

وأكد أن هذا الاتجاه قد تطور في العامين الماضيين، وزادت وتيرته منذ بداية هذا العام.

وأشار غالي إلى أن هناك تشوهات كبيرة في أسواق السلع بسبب ارتفاع أسعار الذهب، موضحًا: “التغيير في تدفقات الذهب ليس فقط مرتبطًا بأسعار المعدن، بل يرتبط أيضًا بالعوائد غير العادية التي يتم تحقيقها من نقل الذهب المادي بين لندن والولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية.”

وصف غالي الارتفاع الحالي في أسعار الذهب بأنه “ظاهرة فريدة قد تكون قصيرة الأجل”. وذكر أنه يمكن تلخيص الوضع الحالي للذهب بمقولة: “رأس أنا أربح، ذيل أنت تخسر”.

حيث يُلاحظ نمط متكرر في السوق عندما يرتفع الدولار الأميركي وأسعار الفائدة، مما يزيد من الطلب على الذهب كتحوط ضد تراجع العملات في آسيا، بينما في حال انخفاض الدولار وأسعار الفائدة، يتم شراء الذهب من قبل الصناديق الاستثمارية في الولايات المتحدة وأوروبا كملاذ آمن.

وأضاف: “هذا الوضع نادر الحدوث، وقد لا يستمر طويلًا، ولكن طالما استمر، فإنه يوفر دعمًا قويًا لأسعار الذهب”.

فيما يتعلق بالفضة، أشار غالي إلى أنها لم تعد مجرد “الابن الفقير” للذهب، بل أصبحت تمتلك قصة خاصة بها، حيث دخلت في العام الخامس على التوالي من العجز الهيكلي في السوق.

ويعزى هذا العجز بشكل رئيسي إلى زيادة الطلب على الفضة في صناعة الطاقة الشمسية. وقال غالي: “هناك تحول في السوق، حيث بدأنا نواجه أزمة في السيولة نتيجة الطلب الهائل على الفضة في الولايات المتحدة، مما أدى إلى استنزاف المخزونات العالمية.”

وأوضح أن السوق في لندن يشهد ضغوطًا كبيرة على مخزون الفضة، حيث من المتوقع أن تزداد هذه الضغوط، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الفضة في النهاية.

رغم التراجع الطفيف في أسعار الذهب خلال معاملات يوم الأربعاء، حيث انخفضت بنسبة 0.6% إلى حوالي 2,898 دولارًا للأونصة، إلا أنها لا تزال تحافظ على مستويات مرتفعة. أما الفضة، فقد شهدت انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.4%، حيث سجلت 31.63 دولارًا للأوقية.

من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب والفضة في التحرك ضمن نطاقات غير تقليدية، مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية جديدة في أسواق السلع.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى