الذكاء الاصطناعي يضغط على شبكات الكهرباء ويحفز الطاقة الموزعة

يشهد العالم طلبًا غير مسبوق على الطاقة نتيجة الانتشار السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما وضع شبكات الكهرباء تحت ضغط هائل وفرض تحديات كبيرة على البنية التحتية للطاقة حول العالم.
وفي ظل هذا النمو المتسارع، تتسابق الحكومات والمستثمرون لإنشاء مراكز بيانات جديدة، مع استثمارات عالمية بلغت نحو نصف تريليون دولار في 2024، أي ضعف ما كان عليه الحال قبل عامين، وفق الوكالة الدولية للطاقة (IEA).
لكن التوسع السريع في مراكز البيانات كشف عن فجوة كبيرة بين قدرة الشبكات الحالية والطلب المتزايد.
فقد أظهر تقرير “الطاقة والذكاء الاصطناعي” أن واحدًا من كل خمسة مشاريع مراكز بيانات معرض للتأجيل بسبب الضغط على الشبكات الكهربائية، حيث تستغرق عملية بناء خطوط نقل جديدة من أربع إلى ثماني سنوات، مع تضاعف فترات انتظار مكونات الشبكة الحيوية مثل المحولات والكابلات خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفي الولايات المتحدة، تقدر وزارة الطاقة أن البلاد بحاجة إلى زيادة قدرة الشبكة بنسبة 57% بحلول 2035، ما يعني مضاعفة وتيرة البناء الحالية لتلبية الطلب المتنامي، خاصة في المناطق التي تضم بالفعل مراكز بيانات مكتظة.
أحد الحلول الواعدة لتخفيف الضغط على الشبكات هو اعتماد مصادر الطاقة الموزعة (DERs)، مثل الألواح الشمسية الصغيرة وأنظمة تخزين البطاريات. هذه الأنظمة تولّد الطاقة محليًا وتستهلكها في نفس الموقع، ما يقلل الحاجة إلى نقل الطاقة لمسافات طويلة ويساعد في موازنة الأحمال خلال ساعات الذروة.
ووفقًا لموقع Utility Dive، فإن دمج الطاقة الموزعة مع الشبكات العامة قد يسرع تشغيل مراكز البيانات الجديدة، ويخفض فواتير الطاقة للمستهلكين، كما يشجع شركات التكنولوجيا على دفع مبالغ أكبر للوصول إلى شبكات كهربائية مستقرة، ما يخلق حوافز اقتصادية لتوسيع قدرات الطاقة الموزعة بشكل أسرع.
وتتجه شركات الأبحاث مثل Wood Mackenzie إلى توقع إضافة مئات الغيغاوات من موارد الطاقة الموزعة إلى الشبكات بحلول عام 2027، وهو ما يعادل تقريبًا حجم الإضافات المتوقع من محطات الطاقة المركزية خلال نفس الفترة، مؤكدًا دور الطاقة الموزعة كحل استراتيجي لمواجهة تحديات عصر الذكاء الاصطناعي.