الذكاء الاصطناعي في التعليم..تمكين المعلمين وتخصيص التعلم لمستقبل أفضل

تشهد تقنية الذكاء الاصطناعي تحولاً جذريًا في مجال التعليم، خاصة في تصميم تجارب تعليمية مخصصة تناسب احتياجات كل طالب على حدة.
تعتمد هذه التجارب على تحليلات دقيقة للبيانات وملاحظات المعلمين، مما يسهم في دعم العملية التعليمية بشكل شامل، رغم وجود بعض التردد حول اعتماد هذه الأدوات على نطاق واسع داخل الفصول الدراسية.
أظهرت نتائج استطلاع أجراه “ليتراسي تراست” أن نحو 40% من المعلمين في المملكة المتحدة يشعرون بالقلق من استخدام الطلاب لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية.
بالمقابل، كشف تقرير “ثقة المعلمين” لعام 2023 عن رغبة 58% من المعلمين في الولايات المتحدة بتطوير مهاراتهم واستخدام هذه التقنيات داخل الفصول.
تأتي مؤسسة “آي إس بي” الدولية كأحد أبرز الرواد في تعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، حيث تضم أكثر من 106 مدارس دولية خاصة في أكثر من 25 دولة، وتقدم تعليمها لأكثر من 92,500 طالب حول العالم.
وتركز المؤسسة على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي سهلة الاستخدام تساعد المعلمين على تحسين جودة التعليم دون الحاجة لأن يكونوا خبراء تقنيين.
تقدم أدوات “آي إس بي” مجموعة واسعة من الفوائد، منها دعم تخطيط الدروس، واقتراح أنشطة تعليمية تتناسب مع أعمار الطلاب ومستوياتهم اللغوية والتعليمية. كما تُسهل هذه الأدوات فهم النصوص المعقدة وتوفر إجابات نموذجية، مما يعزز تجربة التعلم لطلاب متعددي اللغات ويساهم في رفع كفاءة تعلم اللغة الثانية.
يؤكد المدير التنفيذي لـ”آي إس بي”، ستيف براون، أن على قادة التعليم مسؤولية ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تعزز تجربة الطلاب وتحسن نتائجهم، مع التركيز على أن تكون التكنولوجيا في خدمة الأفراد وليس العكس.
ومن جانبها، ترى كبيرة مسؤولي الابتكار في “آي إس بي”، إميلي بورتر، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل المعلمين الذين يبقون الركيزة الأساسية لأي نظام تعليمي ناجح. فالتفاعل البشري وخبرة المعلمين لهما الدور الأكبر في جودة التعليم، ويجب أن تُستخدم التكنولوجيا لدعم مهاراتهم وتخفيف أعبائهم.
توضح “بورتر” أن إنشاء محتوى الدروس والتخطيط لها يستغرق وقتًا طويلًا، ويمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن توفر ساعات من الجهد، مما يتيح للمعلمين التركيز أكثر على بناء علاقات إنسانية فعالة مع طلابهم ودعمهم لتحقيق أفضل النتائج.
ومع ذلك، تؤكد “بورتر” على أهمية إشراك المعلمين في كل خطوة من عملية دمج الذكاء الاصطناعي، من خلال توفير تدريب تفاعلي مستمر يضمن ثقتهم وفهمهم الكامل للتكنولوجيا وفوائدها.
في الختام، لم يعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم خيارًا بل ضرورة ملحة. المدارس التي تتجاهل هذه التطورات تواجه خطر التخلف، بينما الذين يتقنون استخدام هذه الأدوات بوعي سيستفيدون من إمكانات هائلة لتعزيز التعليم وإعداد جيل المستقبل بأفضل صورة ممكنة.