الذكاء الاصطناعي..تهديدات المستقبل ورؤية الأب الروحي للتقنية

حذّر الدكتور “جيفري هينتون”، الذي يُعتبر أحد مؤسسي مجال الذكاء الاصطناعي، من التوسع السريع في تطوير هذه التقنية الناشئة، مشيرًا إلى مخاوفه من نتائج سلبية قد تطرأ في المستقبل القريب.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع قناة “سي بي إس نيوز”، أشار الحائز على جائزة نوبل إلى أن هناك احتمالية تتراوح بين 10% و20% لحدوث تطور يؤدي إلى سيطرة نماذج الذكاء الاصطناعي على العديد من المجالات.
وقال هينتون إنه لم يكن يتوقع أن يصل مجال الذكاء الاصطناعي إلى هذه المرحلة المتقدمة في فترة زمنية لا تتجاوز الأربعين عامًا.
كما شدد هينتون على ضرورة توخي الحذر في التعامل مع هذه التقنية قائلاً: “المخاطر تتزايد عندما تصبح النماذج الذكية أكثر تعقيدًا، لدرجة أننا لا نعرف ماذا تفكر فيه أو ما تخطط له”. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يشبه شخصًا يمتلك شبل نمر، في البداية يبدو لطيفًا، لكن مع مرور الوقت والنمو قد يصبح غير قابل للسيطرة ويشكل تهديدًا خطيرًا.
وأشار هينتون إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم في جعل الهجمات الإلكترونية أكثر قوة وفاعلية، مما قد يؤدي إلى استهداف أهداف حيوية مثل البنوك، المستشفيات، والبنية التحتية الحيوية.
ورغم هذه المخاوف، أبدى هينتون شعوره بالراحة بسبب تقدمه في العمر (77 عامًا)، مؤكدًا أنه قد لا يعيش ليرى تحقق أسوأ السيناريوهات.
وأعرب هينتون عن خيبة أمله تجاه تركيز شركات التكنولوجيا الكبرى على تحقيق الأرباح قصيرة الأجل، متجاهلة مخاطر الأمان والسلامة في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما حمل الحكومات مسؤولية عدم تطبيق أي تنظيمات أو تشريعات لاحتواء هذه المخاطر المتزايدة.
وفي سياق متصل، أثنى هينتون على جهود “إيليا سوتسكيفر”، تلميذه وكبير العلماء السابق في “أوبن إيه آي”، الذي لعب دورًا في الإطاحة المؤقتة بالرئيس التنفيذي للشركة “سام ألتمان”، بسبب المخاوف المتعلقة بسلامة الذكاء الاصطناعي، قبل أن يعود ألتمان إلى منصبه بعد فترة قصيرة وتستقيل “سوتسكيفر”.