الدولار يتراجع مع ترقب الأسواق لتقرير الوظائف وسط توتر في المفاوضات التجارية

يستعد الدولار الأمريكي لتسجيل خسائر أسبوعية مع قرب نهاية تعاملات الجمعة، متأثرًا بمؤشرات ضعف الاقتصاد الأمريكي وتواصل الجمود في المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها، رغم اقتراب الموعد النهائي المرتقب.
تترقب الأسواق اليوم صدور تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة، بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية خلال الأسبوع الجاري أداءً أضعف من المتوقع، مما يعكس تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على الاقتصاد.
وفي جلسات التداول الآسيوية، بقيت العملات ضمن نطاق ضيق مع توخي المستثمرين الحذر قبل صدور البيانات المرتقبة. وارتفع اليورو إلى 1.1436 دولار، مستفيدًا من ارتفاعه إلى أعلى مستوى في شهر ونصف الشهر في الجلسة السابقة، بدعم من خطاب البنك المركزي الأوروبي الذي أشار إلى تشديد محتمل للسياسة النقدية.
قال نيك ريس، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في مونكس أوروبا: “نتعامل مع توجه رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد نحو التشديد بحذر، ولا نرى أن توقعات رفع سعر الفائدة إلى 1.50% هي السيناريو الأكثر ترجيحًا”، وأضاف أن هناك توقعات بخفض سعر الفائدة في سبتمبر المقبل إلى 1.75%.
وبالنسبة للجنيه الإسترليني، حافظ على استقراره عند 1.3576 دولار بعد تسجيله أعلى مستوياته خلال ثلاث سنوات في الجلسة السابقة، مع توقعات لتحقيق مكاسب أسبوعية تقارب 0.9%.
أما الين الياباني، فقد انخفض بنسبة 0.27% ليصل إلى 143.93 مقابل الدولار.
وقد شهدت معظم العملات ارتفاعًا مقابل الدولار في نهاية جلسات الخميس، مدعومة بخبر الاتصال الهاتفي الذي استمر أكثر من ساعة بين الرئيسين ترامب وشي جين بينغ، إلا أن المكاسب تقلصت لاحقًا.
وعلى صعيد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات، ارتفع بشكل طفيف إلى 98.85، لكنه ما يزال متجهًا لتسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 0.6%.
ويرى المحللون أن تقرير الوظائف المنتظر اليوم سيكون العامل الحاسم في تحركات الأسواق، مع توقعات بإضافة 130 ألف وظيفة جديدة في مايو، واستقرار معدل البطالة عند 4.2%، مع احتمالية ارتفاعه إلى 4.3%.
وفي تعليق له، قال راي أتريل، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني: “في ظل كل هذه الضوضاء، يبدو أن ضعف البيانات الأخيرة هو العامل الرئيسي وراء تراجع الدولار”.
ويضاف إلى ذلك استمرار القلق من عدم إحراز تقدم في المحادثات التجارية قبل الموعد النهائي في بداية يوليو، بالإضافة إلى أن المكالمة المنتظرة بين ترامب وشي لم تسفر عن وضوح كاف، خاصة بعد الخلاف العلني بين ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك.
وبالنسبة للعملات الأخرى، تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.16% إلى 0.6497 دولار، لكنه متجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.1%، فيما ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة طفيفة 0.03% إلى 0.6040 دولار، محققًا مكاسب مماثلة.
وفي عالم العملات المشفرة، عادت بتكوين للارتفاع بنسبة 2.4% لتصل إلى 102,905 دولارات، متعافية من أدنى مستوياتها خلال الشهر، كما صعدت عملة إيثر بنسبة 2.3% إلى 2,453.54 دولار.