يواصل الدولار الأمريكي تحقيق المكاسب في الأسواق الأوروبية، محافظًا على ارتفاعه لليوم الثالث على التوالي، ومقتربًا من أعلى مستوياته في أسبوع.
يأتي هذا الزخم مدفوعًا بإقبال المستثمرين على العملة الأمريكية كملاذ آمن، عقب نتائج أول اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، والتي خفضت التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في مارس المقبل.
في ظل تراجع احتمالات خفض الفائدة، ينتظر المستثمرون اليوم بيانات جوهرية من الاقتصاد الأمريكي، تتعلق بالنمو الاقتصادي خلال الربع الرابع من عام 2024، بالإضافة إلى بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، والتي ستؤثر بشكل مباشر على توجهات الأسواق المالية.
و سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.15% ليصل إلى 108.09 نقطة، مقارنة بسعر الافتتاح عند 107.94 نقطة، بينما بلغ أدنى مستوى له خلال الجلسة 107.81 نقطة.
في جلسة الأربعاء، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1%، وهو الارتفاع اليومي الثاني على التوالي، مسجلًا أعلى مستوى له في أسبوع عند 108.30 نقطة.
و في أول اجتماع له خلال عام 2025، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير ضمن النطاق المستهدف 4.25%-4.50%، بعد سلسلة من التخفيضات بين سبتمبر وديسمبر 2024.
وأشار بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى استقرار سوق العمل وتحسن التضخم، لكنه أبرز في الوقت ذاته حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالتجارة والهجرة.
ويعد هذا الاجتماع الأول بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، مما يمنح الفيدرالي مزيدًا من الوقت لتقييم تداعيات السياسات الاقتصادية للرئيس الجديد.
شهد البيان الصادر عن الفيدرالي الأمريكي تعديلًا بارزًا، حيث تم حذف الإشارة إلى أن التضخم يسير نحو تحقيق الهدف البالغ 2%، مع الإشارة إلى أن المخاطر الاقتصادية أصبحت “متوازنة تقريبًا”.
كما أكد الفيدرالي أن الاقتصاد لا يزال ينمو بوتيرة قوية، وأن سوق العمل يحتفظ بزخمه مع معدل بطالة منخفض. إلا أن التضخم لا يزال عند مستويات مرتفعة، ما يعزز الترقب في الأسواق بشأن توجهات السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة.
