استقر الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر، وسط حالة ترقب في الأسواق لخطوة الفيدرالي الأمريكي المقبلة بشأن أسعار الفائدة، مع غياب بيانات اقتصادية جديدة وتزايد الغموض السياسي والمالي في الولايات المتحدة.
وتشير بيانات أداة “FedWatch” التابعة لمجموعة CME إلى انخفاض احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر إلى نحو 70%، مقابل 30% فقط لاحتمال تثبيت الفائدة، وهو ما يعكس الحذر الذي يسيطر على المستثمرين ويمنح الدولار دعمًا إضافيًا.
أكدت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، دعمها للخفض الأخير للفائدة مع دعوة للتريث قبل أي خطوة جديدة، مشيرةً إلى ضرورة متابعة التضخم عن كثب.
وفي نفس السياق، شدد أوستان جولسبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، على أن خطر التضخم يفوق تأثير تراجع سوق العمل، ما يبرر إبقاء السياسة النقدية متشددة نسبيًا ويحدّ من رهانات خفض الفائدة.
أدى الإغلاق الحكومي الأمريكي إلى توقف إصدار البيانات الاقتصادية، مما أجبر الفيدرالي على التريث في اتخاذ قرارات جديدة، وأدى هذا الغياب إلى دفع المستثمرين للجوء إلى الدولار كملاذ آمن، ما عزز استقرار العملة في السوق.
على الرغم من تراجع عائدات السندات الأمريكية، حيث انخفض عائد سندات العشر سنوات إلى 4.08% والعائد على السندات لأجل 30 عامًا إلى 4.66%، إلا أن الدولار حافظ على زخمه بدعم توقعات استمرار السياسة النقدية المتشددة.
استقر مؤشر الدولار قرب 99.95 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر، مع ترقب المستثمرين لأي بيانات جديدة أو تصريحات من أعضاء الفيدرالي.
ويبدو أن الأسواق تتوقع أن يواصل الفيدرالي نهجه الحذر قبل أي خفض للفائدة، ما قد يحافظ على قوة الدولار حتى مطلع العام المقبل ويؤثر على تدفقات الاستثمار والتجارة الدولية.
