الدولار الأمريكي يرتفع بعد تصريحات ترامب وقبيل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي
شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا في السوق الأوروبية يوم الثلاثاء، مسجلًا أول مكاسب له خلال الأربعة أيام الماضية.
و يأتي هذا الانتعاش بعد تراجعه إلى أدنى مستوى في ستة أسابيع، مدعومًا بزيادة الطلب على الشراء عند المستويات المنخفضة، وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض تعريفات جمركية جديدة على مجموعة من السلع الرئيسية.
من المقرر أن يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي أول اجتماع للسياسة النقدية في عام 2025 في وقت لاحق اليوم. ورغم توقعات السوق بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، ينتظر المستثمرون توجيهات جديدة بشأن مسار السياسة النقدية هذا العام، مع تزايد التوقعات بخطوات لتخفيف السياسة النقدية.
و ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.55% ليصل إلى 108.02 نقطة، مقارنة بمستوى افتتاح تعاملات اليوم عند 107.43 نقطة، وهو أدنى مستوى سجله المؤشر اليوم.
و أغلق المؤشر على تراجع طفيف بنسبة 0.1%، مسجلًا ثالث خسارة يومية على التوالي وأدنى مستوى في ستة أسابيع عند 106.97 نقطة، نتيجة لانخفاض عوائد السندات الأمريكية.
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض تعريفات جمركية جديدة على سلع منتجة بالخارج، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي. تشمل هذه السلع منتجات مثل الصلب والألمنيوم والنحاس ورقائق الكمبيوتر والأدوية.
وأشار ترامب الأسبوع الماضي إلى إمكانية فرض رسوم بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك اعتبارًا من الأول من فبراير، كما هدد بفرض تعريفات على الاتحاد الأوروبي والصين.
و أقر مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين “سكوت بيسنت” وزيرًا جديدًا للخزانة يوم الاثنين. وتشير التقارير الصحفية إلى أن بيسنت يدعم تطبيق تعريفات جمركية شاملة تبدأ من 2.5%، مما يعكس توجهًا متشددًا في السياسة التجارية.
قال “كيران ويليامز”، رئيس قسم آسيا في “إن تاتش كابيتال ماركتس”، إن الرسوم الجمركية ستظل محور التركيز خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي في الأول من فبراير للجولة الأولى من التعريفات الجمركية.
وأضاف ويليامز أن الأسواق تترقب سياسات وزير الخزانة الجديد، مشيرًا إلى أن تطبيق نهج تدريجي في فرض الرسوم قد يخفف من تأثيرها على الأسواق العالمية.
يظل الدولار الأمريكي في دائرة الضوء وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية، مع تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول الرسوم الجمركية، وتعيين وزير جديد للخزانة قد يدعم هذه التوجهات.
وفي ظل اقتراب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، ستكون الأسواق على موعد مع تقلبات حادة مدفوعة بالسياسات النقدية والتجارية الأمريكية.