الاقتصادية

الدولار الأمريكي تحت الاختبار…إغلاق الحكومة والسياسات الاقتصادية يهددان تفوق العملة العالمية

دخل الدولار الأمريكي عام 2025 محاطًا بسلسلة من التحديات غير المسبوقة، مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية التي تهدد مكانته كعملة عالمية أساسية.

فتقلب سياسات الإدارة الأمريكية منذ بداية الولاية الثانية للرئيس، إلى جانب الإغلاق الحكومي المستمر، يضع العملة الأمريكية تحت ضغط كبير، بينما يتزايد القلق بشأن قوة سوق العمل واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى التعريفات الجمركية غير المستقرة ودورة خفض الفائدة الجديدة.

في المقابل، يواصل الذهب تسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة، مقتربًا من 4 آلاف دولار للأوقية، فيما تراجع الدولار مقابل العملات الرئيسية بنحو 10% منذ بداية العام، مسجلاً أسوأ أداء سنوي له منذ عام 1973.

شهدت الولايات المتحدة على مدار الخمسين عامًا الماضية 21 إغلاقًا حكوميًا، ولم يكن لمعظمها تأثير حاد على الاقتصاد. إلا أن الوضع الحالي مختلف، حيث تهدد الإدارة بإلغاء آلاف الوظائف الحكومية بشكل دائم، مما قد يزيد ضعف سوق العمل ويعزز حالة عدم اليقين الاقتصادي.

يشير بيل كامبل، مدير محفظة السندات العالمية لدى “دبل لاين”، إلى أن الإغلاق الطويل قد يثقل كاهل الدولار، مستدلاً بالإغلاق الحكومي الذي استمر 35 يومًا في ديسمبر 2018، والذي تسبب في موجة من ضعف العملة الأمريكية.

ومع طول أمد الإغلاق الحالي، تتزايد المخاطر على الدولار بشكل واضح.

يأتي خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة في وقت تنهي فيه البنوك المركزية الأخرى دورات خفضها، ما يضيف ضغطًا إضافيًا على الدولار.

كما يظل عدم اليقين المحيط بالإغلاق الحكومي يلوح في الأفق على التوقعات الاقتصادية، خاصة مع صدور بيانات رئيسية مثل تقرير الوظائف غير الزراعية.

وفي حال تأثر سوق العمل بالإغلاق، قد يتسارع تراجع الدولار، مما ينعكس على المستهلكين والشركات والمستثمرين، ويجعل الأصول الأمريكية أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب، بينما قد يدعم انخفاض العملة الصادرات الأمريكية.

توقعات تشير لاستمرار ضعف الدولار

المحلل/الجهة

التوضيح

“لي هاردمان” كبير محللي العملات لدى بنك “إم يو إف جي”

قد يتراجع الدولار أكثر خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشرة المقبلة، مع استمرار خفض الفيدرالي للفائدة.

مورجان ستانلي

توقع في تقرير نشر في أغسطس أن تفقد العملة الأمريكية 10% أخرى من قيمتها بحلول نهاية 2026، لأن التأثير المتأخر للتعريفات الجمركية على النمو والبطالة فضلاً عن عدم اليقين السياسي قد يبقي الضغط السلبي على الدولار.

“أليكس كوهين” استراتيجي الصرف الأجنبي لدى “بنك أوف أمريكا”

يمكن القول إن الإغلاق من شأنه تقليل النمو بصورة طفيفة، ولكن ليس بطريقة تؤثر بشكل ملموس على قيمة الدولار.

لكنه يتوقع استمرار ضعف الدولار في العام المقبل.

“تييري ويزمان” الخبير الاستراتيجي لدى “ماكواري”

إذا استمر الإغلاق لفترة طويلة وأعني بذلك عدة أسابيع، فبالتأكيد سيبدأ الأفراد في التشكك في الحكومة الأمريكية وهو خبر سيئ للعملة.

مسح

أوضح مسح أجرته “رويترز” أن 33 من أصل 45 محللاً توقعوا أن الدولار قد ينهي العام الحالي عند مستوى أضعف مما توقعوا في البداية، وليس أقوى.

باركليز

يرى أن الدولار الأمريكي سيستمر في التحرك صعودًا وهبوطًا لكن التاريخ يشير إلى أن امتلاك مزيج من الاستثمارات المحلية والدولية يساعد على تجاوز أي تقلبات في العملات.

لذلك فبدلاً من محاولة التنبؤ بكل حركة للعملة، فإن من الأفضل التركيز على نهج متوازن ومتنوع.

مكانة الدولار عالميًارغم الضغوط المستمرة، لا يزال الدولار العملة الاحتياطية الأكثر موثوقية عالميًا، على الرغم من تراجع حصته في الاحتياطيات الأجنبية نتيجة تنويع البنوك المركزية لاستثماراتها في أصول مثل الذهب. يظل الدولار العملة الأكثر استخدامًا في المعاملات الدولية، مدعومًا بسمعته المتينة ومتانته الاقتصادية.

يبقى مستقبل الدولار مرتبطًا بشدة بمدة استمرار الإغلاق الحكومي وبقرارات الاحتياطي الفيدرالي، المتوقع أن يعلن خفض الفائدة ربع نقطة مئوية في 29 أكتوبر، حتى في غياب بيانات اقتصادية حديثة.

استمرار الضغوط السياسية والاقتصادية سيحدد بشكل كبير مسار العملة الأمريكية في الأشهر القادمة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى