الدولار الأسترالي يواصل الارتفاع مدعومًا بانفراج التوترات الجيوسياسية وتباطؤ التضخم المحلي

واصل الدولار الأسترالي مكاسبه خلال تداولات الأربعاء في الأسواق الآسيوية، مدعومًا بتزايد شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطر، وسط انحسار التوترات الجيوسياسية بعد صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، والذي ساهم في تهدئة المخاوف العالمية.

ويمتد صعود العملة الأسترالية للجلسة الثالثة على التوالي أمام الدولار الأمريكي، في وقت يتراجع فيه مؤشر الدولار متأثرًا بتحول المزاج الاستثماري وتراجع الإقبال على الدولار كملاذ آمن.

ومع ذلك، فإن وتيرة صعود الدولار الأسترالي تبقى محدودة بفعل بيانات اقتصادية محلية أضعف من المتوقع، حيث أظهرت أرقام التضخم في أستراليا لشهر مايو تباطؤًا يفوق التقديرات، ما يعزز التوقعات بإقدام بنك الاحتياطي الأسترالي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في يوليو.

و ارتفع سعر صرف الدولار الأسترالي أمام نظيره الأمريكي بنسبة 0.25% ليبلغ 0.6508 دولار، انطلاقًا من مستوى افتتاح اليوم عند 0.6491، مع تسجيل أدنى مستوى خلال الجلسة عند 0.6488.

وكان الدولار الأسترالي قد حقق في جلسة الثلاثاء مكاسب بنسبة 0.45%، مستفيدًا من الهدنة الإقليمية برعاية أمريكية-قطرية، والتي عززت المعنويات في الأسواق.

تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات – بنسبة تجاوزت 0.15%، ليمدد خسائره لليوم الثالث على التوالي.

ويعكس هذا الانخفاض ابتعاد المستثمرين عن الدولار، وسط تصاعد التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة الفيدرالية، بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” التي اتسمت بلهجة أقل تشددًا.

و أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأسترالي أن معدل التضخم السنوي بلغ 2.1% في مايو، مقابل توقعات السوق عند 2.3%، فيما كان قد سجل 2.4% في أبريل.

ويشير هذا التباطؤ إلى اقتراب معدلات التضخم من النطاق المستهدف لبنك الاحتياطي الأسترالي بين 2% إلى 3%، وهو ما يُعزز من احتمالات اتخاذ قرار بخفض سعر الفائدة في الاجتماع المقبل.

يمثل تحرك الدولار الأسترالي الحالي انعكاسًا لمزيج من العوامل، أبرزها التفاؤل الجيوسياسي وتراجع الدولار الأمريكي عالميًا، لكن في المقابل تبقى التحديات الاقتصادية المحلية، وعلى رأسها تباطؤ التضخم، عنصرًا قد يُعيد توجيه السياسة النقدية في الفترة القادمة.