سجّلت أسعار الحبوب في بورصة شيكاغو للسلع ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات يوم الأربعاء، وسط تفاعل الأسواق مع مزيج من التصعيد التجاري من جهة، وإشارات تهدئة من جهة أخرى أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم إعلان ترامب عن رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125% في خطوة جديدة تعمّق الحرب التجارية مع بكين، فإن الأسواق استجابت بشكل إيجابي بسبب بند مفاجئ في الإعلان منح خلاله مهلة مدتها 90 يوماً لدول أخرى، مما عزز آمال انفتاح قنوات التفاوض وخفّف من المخاوف العالمية.
وفي منشور على منصة “تروث سوشال”، برر ترامب قراره المفاجئ بزيادة الرسوم الجمركية، باتهامه الصين بعدم احترام قواعد السوق العالمية، مشيرًا إلى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ الفوري.
غير أن ما خفف من وطأة هذا القرار على الأسواق، كان تصريحه عن “استثناء مؤقت” يمتد لـ90 يوماً لدول أخرى، وتأكيده أن أكثر من 75 دولة تواصلت مع واشنطن لفتح باب التفاوض، ما اعتُبر مؤشرًا على إمكانية التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة.
في المقابل، لم تتأخر بكين في الرد، حيث أعلنت فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الأمريكية، لترتفع النسبة الإجمالية إلى 84%، اعتبارًا من العاشر من أبريل.
وفي ظل هذه التطورات، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعظم الحبوب، مدفوعة بتوقعات الطلب وتعافي المعنويات في الأسواق:
الذرة: ارتفعت عقود مايو بنسبة 1% لتغلق عند 4.74 دولار للبوشل.
الصويا: قفزت عقود مايو بنسبة 1.99%، مسجلة 10.12 دولار للبوشل.
القمح: حققت عقود مايو مكسبًا بنسبة 0.4% لتبلغ 5.42 دولار للبوشل.
وتُظهر هذه التحركات مدى تأثر أسواق السلع الزراعية بالمناخ الجيوسياسي العالمي، خاصة في ظل كون الصين واحدة من أكبر مستوردي الحبوب عالميًا.
ويترقب المستثمرون أي مؤشرات جديدة من الطرفين قد تعيد تشكيل المشهد التجاري العالمي في الأسابيع المقبلة.
