الأخباراقتصاد المغرب

“الجواز الأوروبي” سلاح البنوك المغربية لتجاوز تحديات التنظيم المالي الجديد

في خضم استعدادات القطاع المالي الأوروبي لتطبيق لوائح CRR3/CRD6 الصارمة مطلع عام 2026، تبرز البنوك المغربية العاملة في القارة العجوز كنماذج فريدة تتمتع بموقع استراتيجي قوي.

فبفضل امتلاك فروعها، كالتجاري وفا بنك أوروبا والشعبي بنك أوروبا وبنك إفريقيا فرنسا، لـ “الجواز الأوروبي” المرموق، تستطيع هذه المؤسسات ممارسة أنشطتها المصرفية بحرية تامة عبر دول الاتحاد الأوروبي.

هذه الميزة الحصرية تعفيها من التعقيدات الإجرائية التي ستواجه نظيراتها الدولية الساعية للعمل في أوروبا عبر فروع غير مرخصة.

تهدف اللوائح الأوروبية الجديدة إلى إرساء معايير بنكية موحدة، وهو ما سيحد من الاستثناءات التي كانت تتمتع بها البنوك الأجنبية.

هذا التوجه سيفرض تحديات كبيرة على تلك البنوك في مواصلة أنشطتها عبر الحدود، خاصة في مجالات حيوية كفتح الاعتمادات وتلقي الودائع. لكن فروع البنوك المغربية، بفضل “جوازها الأوروبي”، ستبقى بمنأى عن هذه التغييرات، محافظة على مرونة عملياتها مقارنة بغيرها.

علاوة على ذلك، تتمتع البنوك المغربية العاملة في أوروبا بمراكز مالية متينة، حيث تتجاوز مؤشرات أدائها بشكل ملحوظ متطلبات القواعد الاحترازية الأوروبية الجديدة المستندة إلى معايير “بازل 3” العالمية. فعلى سبيل المثال، يُظهر التجاري وفا بنك أوروبا نسبة ملاءة مالية تقارب 20%، بينما يحدد المنظم الأوروبي الحد الأدنى لهذه النسبة بـ 14.5%.

كما يتمتع البنك بمعدل سيولة استثنائي يصل إلى 1045%، متجاوزًا بكثير النسبة المطلوبة (100%). هذه المؤشرات القوية تمنح البنوك المغربية هامشًا واسعًا لتلبية المتطلبات الجديدة بسلاسة ويسر.

هذه الجاهزية الملحوظة لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة عقود من الخبرة والتواجد العميق في السوق الأوروبية. يعود الوجود المصرفي المغربي في أوروبا إلى ستينيات القرن الماضي مع تأسيس القرض الشعبي للمغاربة في فرنسا.

وقد ساهم هذا التاريخ الطويل في بناء قاعدة متينة من الخبرات التي مكنت البنوك المغربية من التكيف بفعالية مع التحولات التنظيمية المتلاحقة في الاتحاد الأوروبي.

وفي سياق تحويلات المغتربين، سيظل دور البنوك المغربية محوريًا في تسهيل العمليات المالية للمغاربة المقيمين في أوروبا.

فبفضل شبكات فروعها الأوروبية، يستطيع المغاربة بسهولة فتح حسابات بنكية وإجراء التحويلات المالية، بالإضافة إلى الاستفادة من الخدمات المصرفية الرقمية المتطورة التي تتيح لهم إدارة أموالهم من أي مكان في العالم.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى