الجنيه الإسترليني ينتعش مع ترقب الأسواق لتصريحات باول وبيانات العمل البريطانية

استعاد الجنيه الإسترليني جزءًا من خسائره في تعاملات الثلاثاء بالسوق الأوروبية، بعد تراجعه إلى أدنى مستوى له منذ شهرين مقابل الدولار الأمريكي، مستفيدًا من توقف موجة صعود العملة الأمريكية قبل التصريحات المنتظرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
ويأتي هذا الارتفاع في ظل حذر المستثمرين قبيل صدور بيانات مهمة حول سوق العمل في المملكة المتحدة، والتي قد تساعد في رسم ملامح الخطوة المقبلة لبنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة.
سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.15% أمام الدولار ليصل إلى 1.3352 دولار، مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.3333 دولار، فيما لامس أدنى مستوى خلال الجلسة عند 1.3326 دولار.
وكانت العملة البريطانية قد فقدت 0.2% من قيمتها يوم الإثنين، بعدما حققت مكاسب بلغت 0.4% في نهاية الأسبوع الماضي ضمن محاولات التعافي من أدنى مستوى لها في شهرين عند 1.3262 دولار.
في المقابل، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بأكثر من 0.15%، مبتعدًا عن أعلى مستوى سجله خلال الشهرين الماضيين، في إشارة إلى تباطؤ الطلب على العملة الأمريكية بعد موجة ارتفاع قوية.
ويراقب المستثمرون تطورات الخلاف التجاري المتجدد بين واشنطن وبكين، وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم إلى توتر جديد في الأسواق العالمية.
ومن المنتظر أن يشارك جيروم باول مساء اليوم في جلسة نقاش حول التوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية خلال الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال في فيلادلفيا، حيث يتوقع أن يجيب عن أسئلة الجمهور بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
بعد الاجتماع الأخير لبنك إنجلترا، تعززت توقعات الأسواق بأن البنك قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع نوفمبر المقبل، وسط إشارات إلى تباطؤ اقتصادي وضغوط تضخمية معتدلة.
ويُظهر تسعير العقود الآجلة أن احتمالات خفض الفائدة البريطانية في نوفمبر تبلغ حاليًا حوالي 60%، مع ترقب المتداولين لأي إشارات جديدة من البيانات الاقتصادية المقبلة قبل اتخاذ مراكزهم النهائية.
يرى محللون أن تحركات الجنيه في الأيام المقبلة ستعتمد على نغمة تصريحات باول ونتائج بيانات العمل البريطانية.
ففي حال جاءت الأرقام أقوى من المتوقع، قد تتراجع رهانات خفض الفائدة وتستعيد العملة البريطانية بعض قوتها،
أما إذا أظهرت ضعفًا في سوق العمل، فقد يواجه الجنيه موجة ضغط جديدة تدفعه مجددًا نحو أدنى مستوياته في الشهرين الأخيرين.