العملات

الجنيه الإسترليني يتراجع مع ترقب شهادة بيلي وتزايد رهانات خفض الفائدة في بريطانيا

بدأ الجنيه الإسترليني تعاملات الثلاثاء على انخفاض ملحوظ في السوق الأوروبية، متراجعًا أمام سلة من العملات العالمية، ليخسر جزءًا من مكاسبه الأخيرة مقابل الدولار الأمريكي.

وجاء هذا التراجع مدفوعًا بعمليات جني الأرباح بعد ارتفاعات سابقة، إضافة إلى تزايد حذر المستثمرين قبيل شهادة مهمة لمحافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي.

الجنيه تراجع بنسبة 0.1% أمام الدولار الأمريكي، ليسجل 1.3474 دولار، منخفضًا من مستوى الافتتاح البالغ 1.3488 دولار، بعدما بلغ ذروته اليومية عند 1.3494 دولار.

وكان الإسترليني قد سجل مكاسب قوية بنسبة 0.6% يوم الاثنين، ليلامس أعلى مستوى له في أسبوعين عند 1.3511 دولار، مدعومًا بهدوء نسبي في لهجة أحد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

لكن هذا الزخم الإيجابي فقد زخمه سريعًا مع توجه الأنظار نحو شهادة أندرو بيلي المرتقبة، في وقت يعيد فيه المستثمرون تقييم رهاناتهم حول مستقبل السياسة النقدية البريطانية خلال ما تبقى من العام.

و من المقرر أن يدلي محافظ بنك إنجلترا بشهادته صباح الثلاثاء أمام لجنة الخزانة البرلمانية في لندن، حيث يناقش تقرير الاستقرار المالي للمملكة المتحدة. وينتظر المستثمرون من هذه الشهادة أي إشارات إضافية حول المسار المستقبلي للفائدة البريطانية، خاصة بعد تلميحات سابقة من بيلي بشأن إمكانية تسريع وتيرة التيسير النقدي.

في تصريحات نشرتها صحيفة “التايمز” الأسبوع الماضي، أشار بيلي بوضوح إلى أن الاتجاه العام للفائدة يميل نحو الانخفاض، مؤكدًا أن البنك المركزي مستعد لاتخاذ إجراءات سريعة إذا استمرت علامات التباطؤ الاقتصادي، أو ما وصفه بـ”الركود”.

التوقعات بخفض أسعار الفائدة تعززت بقوة عقب صدور بيانات سوق العمل البريطانية الأسبوع الماضي، والتي أظهرت تباطؤًا في التوظيف وزيادة محتملة في معدلات البطالة.

وقد دفع ذلك الأسواق إلى تسعير احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أغسطس المقبل بنسبة 85%، مقارنة بنسبة 65% فقط في الأسبوع السابق.

كما يتوقع المتداولون تخفيضات إضافية هذا العام قد تصل إلى 50 نقطة أساس، في إطار مسعى بنك إنجلترا لدعم الاقتصاد ومواجهة تباطؤ محتمل في الطلب المحلي.

رؤية البنك المركزي تستند إلى مؤشرات انكماشية بدأت تظهر في الاقتصاد البريطاني، مثل ارتفاع البطالة وتباطؤ الإنتاج، وهي عوامل تدفع باتجاه سياسات أكثر مرونة.

وتُشير التوقعات الحالية إلى إمكانية عودة التضخم إلى هدف 2.0% بحلول عام 2026، مما يفتح الباب أمام دورة تيسير نقدي قد تبدأ قريبًا.

تراجع الجنيه الإسترليني اليوم يعكس حالة الترقب في الأسواق، حيث تتزايد التوقعات بخفض وشيك في أسعار الفائدة البريطانية.

وفيما يترقب المستثمرون تعليقات أندرو بيلي لتأكيد هذا التوجه، يظل مستقبل العملة مرتبطًا بمدى وضوح إشارات البنك المركزي بشأن التعامل مع التباطؤ الاقتصادي المرتقب.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى