الجنيه الإسترليني يتراجع تحت وطأة التوترات الجيوسياسية وتباطؤ الاقتصاد البريطاني

انخفض الجنيه الإسترليني إلى نحو 1.35 دولار، متراجعًا من أعلى مستوى له في ثلاث سنوات عند 1.363 دولار، وسط تصاعد حاد في التوترات الجيوسياسية وتزايد المخاوف بشأن الأداء الاقتصادي للمملكة المتحدة.
وجاء هذا الانخفاض في أعقاب هجوم عسكري نفذته إسرائيل على منشآت نووية وأفراد مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني، واعتبرته “ضربة وقائية” تهدف لاحتواء تهديد وشيك.
وردت إيران بإطلاق مئات الطائرات المسيّرة، مصحوبة بتحذيرات من تصعيد إضافي، ما أثار قلق الأسواق العالمية ودفع المستثمرين للجوء إلى الملاذات الآمنة، بعيدًا عن العملات ذات المخاطر المرتفعة.
على الصعيد الاقتصادي، أظهرت البيانات انكماش الناتج المحلي الإجمالي البريطاني بنسبة 0.3% في أبريل، وهو ما تجاوز التوقعات السلبية البالغة 0.1%، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة بعد فرض واشنطن تعريفات جمركية جديدة.
وتزامن هذا الأداء الضعيف مع مؤشرات سلبية في سوق العمل، حيث أظهرت بيانات التوظيف الأخيرة تراجعًا في الطلب، ما دفع الأسواق لتكثيف توقعاتها بأن بنك إنجلترا قد يلجأ إلى تخفيض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع وأكثر حدة مما كان متوقعًا في السابق.
ورغم هذه التحديات، لا يزال الجنيه يجد بعض الدعم من ضعف الدولار الأمريكي، الذي تأثر سلبًا بعودة تهديدات الرسوم الجمركية من إدارة ترامب وتباطؤ وتيرة التضخم في الولايات المتحدة، مما قلل من احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية على المدى القريب.