تتصدر الجالية المغربية في إيطاليا قائمة الجاليات الأجنبية المؤثرة في سوق العمل، حيث كشف تقرير حديث للمؤسسات الإيطالية أن عدد المغاربة العاملين في إيطاليا وصل إلى 366 ألف شخص في 2024، ما يجعلهم في المرتبة الثالثة بعد الرومانيين والألبان، ويمثلون 7.9% من إجمالي الأجانب المسجلين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (INPS).
ويتركز معظم المغاربة في الشمال الإيطالي، حيث تتوافر فرص العمل الأكبر ويزداد الاعتماد على العمالة المهاجرة لتغطية النقص في قطاعات حيوية متعددة.
ويظهر التقرير أن المغاربة يساهمون بشكل كبير في الصناعة والبناء والخدمات واللوجستيك، إضافة إلى الفلاحة، رغم أن هذا القطاع لا يستوعب الجزء الأكبر من الجالية.
وتبرز النساء المغربيات بشكل خاص في قطاع الخدمات المنزلية ورعاية المسنين، وهو دور محوري يضمن استقرار نظام الرعاية في العديد من الأسر الإيطالية، ويعكس مدى التوغل العميق للجالية في الحياة اليومية للاقتصاد الإيطالي.
ورغم هذا الحضور الاقتصادي الواضح، يشير التقرير إلى أن العمال المغاربة يواجهون تحديات متكررة، أبرزها تدني الأجور مقارنة بالمتوسط الوطني وصعوبة الوصول إلى وظائف مستقرة ومسارات مهنية طويلة الأمد.
ويؤكد التقرير أن مشاركة المغاربة في النظام الضريبي والتأميني الإيطالي تعكس دورهم البنيوي في دعم الاقتصاد الوطني، والحفاظ على توازن القطاعات الإنتاجية التي تعتمد على العمالة المهاجرة.
وبحسب الخبراء، فإن الجالية المغربية لم تعد مجرد ظاهرة هجرة مؤقتة، بل تحولت إلى عنصر ثابت في النسيج الاجتماعي والاقتصادي لإيطاليا، يشكل جسراً بين الثقافات ويعزز التماسك الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
