التوقعات السوقية لعام 2025: تأثير السياسة الاقتصادية والتقلبات المحتملة
يتوقع العديد من المحللين أن ينهي مؤشر إس وبي 500 عام 2025 بارتفاع يقارب 9% مقارنةً بمستوياته الحالية، إلا أن السوق قد يواجه تقلبات كبيرة نتيجة لإعلانات الرسوم الجمركية، تسريحات الوظائف، والتغيرات السياسية التي يقودها الرئيس السابق دونالد ترامب، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة رويترز بمشاركة 54 خبيرًا في أسواق الأسهم.
ومن المتوقع أن يصل المؤشر إلى مستوى 6500 نقطة بنهاية العام، بزيادة عن إغلاقه الأخير عند 5955.25 نقطة، بعد أداء قوي في العامين الماضيين، مدفوعًا بازدهار قطاع التكنولوجيا، وخصوصًا الشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي مثل إنفيديا.
يتوقع الخبراء أن تساهم الأرباح المرتفعة للشركات في دعم السوق الأمريكي، خاصة إذا استمر ترامب في تنفيذ خطط تخفيض الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية.
ومع ذلك، يحذر المحللون من أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية، مما سيجعل موقف الاحتياطي الفيدرالي أكثر تعقيدًا بعد توقفه عن خفض أسعار الفائدة.
فرض ترامب بالفعل رسومًا جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية، ويخطط لفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على واردات السيارات، أشباه الموصلات، والأدوية، ما قد يتسبب في اضطرابات واسعة في الأسواق.
من جانبهم، يتوقع 13 من بين 19 خبيرًا شملهم الاستطلاع أن يشهد السوق تصحيحًا بنسبة 10% على الأقل في الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما يعتقد البقية أن هذا السيناريو غير مرجح.
وتوقع “كريستينا هوبر”، كبيرة استراتيجيي السوق في “إنفيسكو”، أن ينهي مؤشر إس وبي 500 العام عند 6360 نقطة، مشيرة إلى أن الأداء العام للسوق سيتوقف على نمو الأرباح أكثر من أي تغييرات سياسية.
رغم التقلبات المتوقعة، يظل القطاع المالي من بين القطاعات الأكثر جذبًا للاستثمار في عام 2025، حيث قد يستفيد من تخفيف القيود التنظيمية في حال استمر ترامب في تنفيذ سياساته.
أما بالنسبة لمؤشر داو جونز الصناعي، فمن المتوقع أن ينهي العام عند 47024 نقطة، بزيادة طفيفة عن التوقعات السابقة في نوفمبر، بعد أن أغلق عند 43621.16 نقطة في آخر تداول له.
وفي الوقت نفسه، تزايدت المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، حيث أظهرت البيانات الأخيرة تراجعًا في ثقة المستهلك بأسرع وتيرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل ارتفاع توقعات التضخم.
كما بدأت آثار تخفيض الوظائف الحكومية، التي يشرف عليها فريق يضم إيلون ماسك، في الظهور، مما يزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.
