التوترات الجيوسياسية وتجدد مخاوف الحرب التجارية تدفع عائدات السندات الألمانية للهبوط

تراجعت عائدات السندات الألمانية لأجل 10 سنوات إلى ما دون مستوى 2.5%، لتصل إلى 2.422% خلال جلسة التداول، وهو أدنى مستوى منذ 3 مارس، وسط تزايد الإقبال على الأصول الآمنة بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتجدد القلق بشأن مستقبل التجارة العالمية.
وقد جاء هذا التحول في المزاج الاستثماري بعدما شنت إسرائيل ضربات جوية استباقية استهدفت منشآت نووية وشخصيات رفيعة المستوى في إيران، معتبرة العملية “إجراءً دفاعيًا ضرورياً” في مواجهة ما وصفته بتهديد وجودي.
وردّت إيران بإطلاق مئات الطائرات بدون طيار، متوعدة بالمزيد من التصعيد، مما زاد من المخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي واسع النطاق.
في خضم هذا التوتر، طفت على السطح مجددًا مخاوف من اندلاع حرب تجارية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عزمه إرسال رسائل رسمية إلى شركاء تجاريين رئيسيين خلال الأسابيع المقبلة، تتضمن مقترحات بفرض رسوم جمركية أحادية الجانب، وهو ما أعاد القلق بشأن اضطرابات محتملة في التجارة العالمية.
وفي السياق نفسه، دفعت هذه المستجدات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي إلى اتخاذ نبرة أكثر حذراً، حيث عززت تصريحاتهم الأخيرة التوقعات بأن البنك قد يجمّد مؤقتًا دورة التيسير النقدي الحالية، مفضلاً التريث وتقييم تداعيات التوترات الجيوسياسية والتجارية قبل اتخاذ خطوات إضافية.
وتشير هذه التحركات إلى تحوّل الأسواق نحو سياسات دفاعية في ظل عالم يشهد تزايداً في عوامل عدم اليقين، مما يعزز جاذبية السندات السيادية ذات التصنيف الائتماني المرتفع مثل السندات الألمانية.