الاقتصادية

التهديدات الجمركية للرئيس ترامب وتأثيرها على الاقتصاد الأمريكي

تغطي الأسواق الأمريكية مجموعة واسعة من السلع المستوردة من مختلف دول العالم، بدءًا من السيارات والنفط، وصولاً إلى الخضراوات والأحذية.

ومع ذلك، لطالما هدد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بفرض تعريفات جمركية إضافية على منتجات العديد من الدول، بدعوى حماية التفوق الاقتصادي للولايات المتحدة.

وتشير التوقعات إلى أن السياسات التجارية التي يتبناها ترامب قد تؤدي إلى آثار واسعة النطاق، تشمل ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة مرة أخرى، مما يعرقل الجهود المبذولة من قبل البنك الفيدرالي لخفض الفائدة.

علاوة على ذلك، من المحتمل أن ترد الدول المتضررة باتخاذ تدابير انتقامية مماثلة، ما يؤدي إلى حدوث نقص في المعروض في الأسواق الكبرى للاقتصادات العالمية.

وبينما يشهد الاقتصاد الأمريكي تحولات جذرية في إطار هذه السياسات، يبرز التساؤل حول القطاعات التي ستتأثر بشكل أكبر جراء الرسوم الجمركية.

فما هي السلع التي يعتمد عليها المواطن الأمريكي يوميًا والتي قد تشهد تأثيرات سلبية نتيجة لهذه التعريفات؟

القطاعات الأكثر عرضة للتعريفات الجمركية

منتجات الشركاء التجاريين

التوضيح

أولاً: المنتجات الصينية

بلغ إجمالي واردات أمريكا من الأثاث 32.4 مليار دولار في عام 2023، استحوذت الصين – أكبر الدول المُصدرة للأثاث على مستوى العالم – على 29% منها.

وفي حين تُنتج أمريكا ما يتراوح بين 30% و40% من احتياجاتها من الأثاث محلياً، لكنها تستورد ما يصل إلى 50% من المواد الخام التي تدخل في تصنيعه، مثل الأخشاب، والبراغي، والأقمشة، والمفصلات.

قال “شانون ويليامز” الرئيسة التنفيذية لجمعية تأثيث المنازل في تصريح لشبكة “سي إن بي سي”: تجار التجزئة في هذا القطاع قد يضطرون لنقل سلاسل التوريد إلى دول أخرى بعيداً عن الصين لأنهم لن يستطيعوا تحمل تعريفة جمركية بنسبة 60%.

تعد فيتنام وجهة محتملة لهذا التحول في حركة تجارة الأثاث بين الصين والولايات المتحدة، إذ استوردت أمريكا العام الماضي 26.5% من الأثاث من فيتنام، التي فر إليها العديد من الشركات الصينية خلال ولاية “ترامب” الأولى لتجنب الرسوم الجمركية التي فرضها آنذاك.

لكن هذا الخيار لا يزال أكثر تكلفة مقارنة بالوضع الحالي قبل تطبيق أي رسوم، فقد تواجه تعريفة جمركية شاملة تتراوح بين 10% و20% هدد “ترامب” بفرضها على كافة الواردات.

هناك سلع أخرى قد تتأثر أبرزها لعب الأطفال والأحذية، إذ تستورد الولايات المتحدة قرابة 80% من لعب الأطفال من الصين، وتشير التقديرات إلى أن أسعارها قد ترتفع بما يصل إلى 56% بسبب التعريفات الجمركية المقترحة.

وعلاوة على ذلك، تصنع شركة “ماتيل” المالكة لعلامة “باربي” التجارية قرابة 50% من دمية الأطفال الشهيرة في الصين، وبحسب جمعية الألعاب الأمريكية، قد يؤدي ارتفاع أسعار الألعاب بسبب التعريفات الجمركية الآباء إلى شراء بدائل أقل تكلفة عبر الإنترنت، ومن المحتمل ألا تكون هذه البدائل متوافقة مع المعايير الأمريكية فيما يتعلق بصحة الأطفال.

واعتمدت أمريكا على الصين في استيراد قرابة 37% من احتياجات السوق المحلية من الأحذية خلال عام 2023، يليها فيتنام بحوالي 30%، وإيطاليا وإندونيسيا بنحو 9% و8% على الترتيب، ووفق تقديرات لجنة التجارة الدولية الأمريكية، تستورد الولايات المتحدة قرابة 100% من الأحذية من الخارج.

ثانياً: المنتجات المكسيكية

أصبح الأفوكادو أحد المنتجات الزراعية المكسيكية المفضلة للمستهلك الأمريكي على مدار العقد الماضي، بينما توسعت شركات السيارات الأمريكية في إقامة المصانع والإنتاج بالمكسيك.

وتعد المكسيك مصدراً لحوالي 90% من الأفوكادو المستهلك في الولايات المتحدة بحسب تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية، وتعتبر واحدة من دول قليلة على مستوى العالم قادرة على إنتاج الأفوكادو طوال السنة.

وباتت لدى كل شركة سيارات رئيسية بالسوق الأمريكية مصنعاً واحداً على الأقل في المكسيك، بما في ذلك أكبر ست شركات التي استحوذت على أكثر من 70% من المبيعات في الولايات المتحدة عام 2024.

وترتبط صناعة السيارات في كلتا الدولتين بعلاقات تبادلية وطيدة ومعقدة، إذ تستورد المكسيك 49.4% من المكونات التي تحتاجها من الولايات المتحدة، بينما تُصدر المكسيك 86.9% من المكونات التي تُنتجها إلى أمريكا.

وتشير تقديرات “ويلز فارجو” إلى أن تنفيذ “ترامب” تهديده بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية سوف يُعرض معظم الأرباح المعدلة لشركات “جنرال موتورز” و”فورد” و”ستيلانتس” للخطر.

ثالثاً: المنتجات الكندية

جاءت السيارات في المرتبة الثانية بعد النفط الخام كأكثر السلع التي صدرتها كندا بصفة عامة في عام 2022، بقيمة بلغت 27 مليار دولار آنذاك.

وتستحوذ الولايات المتحدة على معظم صادرات النفط الكندية بخصم سعري مقارنة بخام غرب تكساس، ومن المتوقع أن تتأثر شركات السيارات الأمريكية بالرسوم الجمركية المقترح فرضها على الجارة الشمالية.

إذ أنتجت أكبر خمس شركات لصناعة السيارات على مستوى العالم –فورد وجنرال موتورز وستيلانتس وتويوتا وهوندا- أكثر من مليون ونصف مركبة خفيفة في مقاطعة أونتاريو الكندية وحدها العام الماضي، وكان معظم هذا الإنتاج موجهاً للسوق الأمريكية.

وعلى صعيد آخر، تُصدر كندا حاصلات زراعية بنحو 40.5 مليار دولار لأمريكا سنوية، منها 1.7 مليار دولار من البطاطس المجمدة المُخصصة للقلي.

وتُنتج شركة “ماكين فودز” رُبع بطاطس القلي على مستوى العالم، وتمتلك 11 مصنعاً في أمريكا، وسبعة أخرى في كندا، وبهذا تُهدد الرسوم الجمركية الأمريكية باضطراب أعمال الشركة، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة في الوقت الراهن، وزيادة حساسية المستهلك الأمريكي لتغيرات أسعار منتجات البقالة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى