الاقتصادية

التحول المفاجئ للمستثمرين نحو الأسهم الصينية وسط تصاعد الحرب التجارية

في ظل تصاعد حدة الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وما تسببت فيه من مخاوف جدية حول حدوث ركود عالمي، بدأ المستثمرون في التوجه نحو أسواق غير تقليدية.

كان من أبرز تلك الاتجاهات المفاجئة هو السوق الصيني، حيث شهد مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ، الذي يضم العديد من الشركات الصينية الكبرى، ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 17% منذ بداية رئاسة ترامب في يناير، بينما سجل مؤشر S&P 500 الأمريكي تراجعًا بنسبة 9%، وفقدت الأسهم الأمريكية 4 تريليونات دولار من قيمتها السوقية.

هذا التحول الكبير يعكس التراجع في ثقة المستثمرين في السوق الأمريكي الذي كان يعتبر الخيار الأول عالميًا منذ عام 2021.

عدة عوامل تفسر هذا التحول نحو الأسهم الصينية. أولًا، تعتبر الأسهم الصينية رخيصة نسبيًا مقارنة بنظيراتها الأمريكية، حيث يتم تداولها بأقل من 30% من أعلى مستوياتها التي سجلتها في عام 2021.

ثانيًا، يوجد تفاؤل كبير بشأن قطاع التكنولوجيا الصيني، خاصة بعد الارتفاع الكبير في أسهم الشركات التكنولوجية الصينية بنسبة 29% حتى الآن في عام 2025، مع بروز شركات ناشئة واعدة مثل “DeepSeek”.

ثالثًا، يعتقد المستثمرون أن الحكومة الصينية قد تتخذ إجراءات تحفيزية لدعم الاقتصاد المحلي، مما سيسهم في تعزيز أداء الشركات الصينية.

رغم هذا التفاؤل، تظل هناك مخاوف وتحديات تحيط بالأسهم الصينية. من أبرز هذه المخاوف هي سوق العقارات والاقتصاد الصيني بشكل عام، بالإضافة إلى القلق من تدخل الحكومة الصينية في قطاع التكنولوجيا، ما قد يعيق نموه وتطوره.

ومع ذلك، تشير تدفقات رأس المال إلى أن العديد من المستثمرين يعتقدون أن الفرص المتاحة في السوق الصيني تتفوق على المخاطر الحالية. في الأسابيع الأخيرة، لوحظت تدفقات ضخمة لرأس المال إلى أسواق هونغ كونغ، وشهدت البنوك مثل جي بي مورغان أرقامًا قياسية في تحويل الدولار الأمريكي واليوان الصيني إلى دولارات هونغ كونغ.

كما بدأ بعض مديري صناديق التحوط في تحويل استثماراتهم من الأسهم الأمريكية إلى الأسهم الصينية.

رغم أن المستقبل لا يزال غير واضح بالنسبة للأسهم الصينية، فإن التحول الذي بدأ يشير إلى اهتمام متزايد من قبل المستثمرين العالميين.

بينما يرى البعض أن هذا التوجه قد يكون مؤقتًا في ظل التحديات الحالية، يعتقد آخرون أن هذا التحول يمثل بداية اتجاه جديد نحو السوق الصينية.

الواضح أن الأسهم الصينية قد أصبحت خيارًا مغريًا للمستثمرين، خصوصًا في ظل حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق الأمريكية. وفي فبراير، استثمرت الصناديق التي تتخذ من الخارج مقراً لها نحو 3.8 مليار دولار في الأسهم الصينية، بعد أن كانت قد سحبت الأموال خلال الأشهر الثلاثة السابقة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى