البيزو المكسيكي يرتفع لأعلى مستوى في 11 شهرًا بدعم من الفائض التجاري والتدفقات الأجنبية
سجّل البيزو المكسيكي مكاسب قوية ليتجاوز مستوى 18.6 مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً أعلى مستوى له في أحد عشر شهرًا، مدفوعًا بمزيج من العوامل الاقتصادية الإيجابية، على رأسها توازن الحساب الجاري وتدفقات نقدية قوية من الخارج، إلى جانب الترقب الحذر لخطوات السياسة النقدية.
ورغم ارتفاع التضخم الأساسي إلى 4.24% في يونيو، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2024، فإن ذلك عزز توقعات الأسواق بأن بنك المكسيك (Banxico) سيتبنى نهجًا متريثًا في خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. وقد أبقى البنك المركزي على عائد حقيقي مرتفع حتى بعد قراره الأخير في 26 يونيو بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 8%.
على صعيد العوامل الخارجية، ساعدت الفوائض التجارية المتراكمة من يناير حتى مايو — والتي تجاوزت 9 مليارات دولار — في دعم العملة المكسيكية.
وكان من أبرزها فائض تجاري بقيمة 1.03 مليار دولار في مايو، وتحويلات مالية قياسية من المكسيكيين المقيمين في الخارج بلغت 5.7 مليار دولار في يونيو، ما عزز احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي.
وفي السياق السياسي والاقتصادي، خفّف التقدم في المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة من الضغط على البيزو، ما منح المصدّرين مساحة تنفّس حيوية وسط تهديدات تجارية متجددة من واشنطن.
بذلك، يجد البيزو دعمه من مزيج فريد من العوامل النقدية والتجارية، ما يجعله أحد أقوى عملات الأسواق الناشئة أداءً في المرحلة الحالية، على الرغم من استمرار الضغوط التضخمية داخليًا.
