البيتكوين تتماسك رغم التصعيد الجيوسياسي وتشدد الفيدرالي

وسط أجواء ضبابية تخيم على الأسواق العالمية، حافظت عملة البيتكوين على ثباتها النسبي خلال تداولات الخميس، متجاوزة موجة المخاوف المتزايدة من اندلاع صراع عسكري أوسع في الشرق الأوسط، إلى جانب تشديد لهجة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن سياسته النقدية.
ففي تمام الساعة 14:08 بتوقيت غرينتش، جرى تداول بيتكوين عند مستوى 104,800 دولار بارتفاع طفيف نسبته 0.4%، وفق بيانات منصة “كوين ماركت كاب”، مستمرة في التحرك ضمن نطاق محدود تراوح بين 103,000 و108,000 دولار خلال الأيام الأخيرة، رغم تراجع شهية المخاطرة عالميًا.
هذا الثبات يأتي في وقت حساس، حيث كشفت تقارير عن مناقشات داخل البيت الأبيض حول احتمال تنفيذ ضربات أميركية تستهدف منشآت نووية إيرانية.
ووفقًا لوكالة “بلومبيرغ”، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه لخطة توجيه ضربات عسكرية، لكنه لم يصدر القرار النهائي بعد.
وأشارت المصادر إلى أن منشأة فوردو النووية الواقعة تحت الأرض قد تكون من بين الأهداف المحتملة.
وفي تصريحاته للإعلام، قال ترامب: “قد أقدم على ذلك، وقد لا أفعل. لا أحد يمكنه الجزم بخطواتي القادمة”، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق، ودفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة. وقد شهد الذهب بالفعل مكاسب محدودة صباح الخميس، في إشارة إلى تصاعد حذر المستثمرين.
رغم استقرار بيتكوين النسبي، فإن السوق الأوسع للعملات الرقمية تأثرت سلبًا بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند النطاق الحالي بين 4.25% و4.5%.
رئيس المجلس، جيروم باول، شدد على التزام البنك باتباع نهج يستند إلى البيانات، لكنه أشار في المقابل إلى تقليص عدد مرات خفض الفائدة المتوقعة في عام 2026.
كما لمّح باول إلى احتمال خفضين فقط في أسعار الفائدة خلال عام 2025، ما شكل عامل ضغط إضافي على العملات الرقمية والأسهم.
وزاد من قلق المستثمرين تحذير باول من أن السياسات الجمركية التي يقترحها ترامب قد تزيد من الضغوط التضخمية، مما قد يُقيد قدرة البنك المركزي على تيسير السياسة النقدية مستقبلًا.
في المجمل، يعكس الأداء المتماسك لعملة البيتكوين قدرتها على مقاومة عوامل التوتر الجيوسياسي والتشدد النقدي، ما يعزز من مكانتها كأصل بديل خلال فترات الغموض الاقتصادي، حتى وإن كان الاستقرار مؤقتًا وسط اضطرابات تلوح في الأفق.