انخفض الدولار الأسترالي بشكل حاد في تداولات الخميس الآسيوية، متراجعًا إلى أدنى مستوياته منذ أواخر يونيو، وذلك في أعقاب بيانات ضعيفة مفاجئة من سوق العمل المحلي، عززت توقعات خفض أسعار الفائدة في البلاد خلال الأشهر المقبلة.
أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأسترالي أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.3% في يونيو، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ نوفمبر 2021، متجاوزًا التوقعات التي أشارت إلى ثبات المعدل عند 4.1%.
كما أضاف الاقتصاد الأسترالي فقط 2,000 وظيفة جديدة خلال الشهر، أي أقل بكثير من التوقعات البالغة 21,000 وظيفة، ما يعكس تباطؤًا واضحًا في وتيرة التوظيف، خاصة بعد فقدان 1,100 وظيفة في مايو.
هذا الأداء المخيب عزز من مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي في أستراليا، وأعاد تسليط الضوء على إمكانية توجه بنك الاحتياطي الأسترالي إلى تخفيف سياسته النقدية، مع تزايد التوقعات بخفض سعر الفائدة في اجتماعه المقرر في غشت المقبل.
انخفض الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.9% ليصل إلى 0.6473، وهو أدنى مستوى منذ 24 يونيو، مقارنة بسعر افتتاح اليوم البالغ 0.6553، في حين سجّل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 0.6533.
وكان الدولار الأسترالي قد حقق مكاسب طفيفة يوم الأربعاء بنسبة 0.2%، مستفيدًا من بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقل من المتوقع، إلا أن هذه المكاسب لم تصمد أمام ضغوط بيانات التوظيف المحلية.
و أوضح المحلل في “آي جي ماركتس” توني سيكامور أن “البيانات تشير بوضوح إلى ضعف سوق العمل، ما يطرح علامات استفهام حول استمرار بنك الاحتياطي الأسترالي في إعطاء الأولوية لمكافحة التضخم على حساب دعم النمو والتوظيف”.
وأضاف: “لا شك أن البنك المركزي سيكون مضطرًا لإعادة النظر في موقفه خلال اجتماع أغسطس، خاصة في ظل المؤشرات المتزايدة على التباطؤ الاقتصادي”.
من جانبه، صرّح هاري مورفي كروز، رئيس الأبحاث في “أوكسفورد إيكونوميكس أستراليا”، أن “بيانات يونيو لا تعني أننا في أزمة بعد، لكنها تشكل دافعًا منطقيًا للبنك المركزي للمضي بحذر نحو خفض الفائدة، خصوصًا مع تباطؤ النشاط الاقتصادي”.
