الاتحاد الأوروبي يقدم عرضًا تجاريًا جديدًا لواشنطن لتعزيز المفاوضات وسط توتر العلاقات

قدّم الاتحاد الأوروبي اقتراحًا تجاريًا معدّلًا إلى الولايات المتحدة، في محاولة لإحياء المفاوضات التجارية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، وسط استمرار الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل بين الطرفين.

يشمل الاقتراح البنود التي تراعي مصالح الجانب الأمريكي، مثل حقوق العمال الدولية، المعايير البيئية، الأمن الاقتصادي، وخفض تدريجي للرسوم الجمركية إلى الصفر على المنتجات الزراعية غير الحساسة والسلع الصناعية من كلا الجانبين.

كما يتضمن مقترح الاتحاد استثمارات متبادلة ومشتريات استراتيجية في مجالات الطاقة، الذكاء الاصطناعي، والاتصال الرقمي.

على الرغم من هذه الخطوات، لا تزال المفوضية الأوروبية تنتظر تفويضًا رسميًا من دول الاتحاد قبل بدء مفاوضات رسمية، في ظل تشكك عدد من الدول الأعضاء في مدى تماشي أهداف إدارة ترامب مع مصالح أوروبا، مؤكدين أن الازدهار الاقتصادي على جانبي الأطلسي مترابط بشكل وثيق.

في الوقت نفسه، يستعد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات مضادة حال فشل المفاوضات، حيث وضع خطة لفرض رسوم إضافية تصل قيمتها إلى 95 مليار يورو على صادرات أمريكية، ردًا على تعريفات ترامب ورسومه على السيارات وقطع الغيار، مع استمرار تعليق رسوم أخرى لفترة محددة ضمن محاولات التهدئة.

يأتي هذا في ظل خلافات حادة حول السيادة التنظيمية، إذ ترفض أوروبا أي مطالب أحادية الجانب قد تمس استقلاليتها في الشؤون التنظيمية والضريبية، بينما تصف واشنطن بعض قواعد الاتحاد بأنها عقبات تجارية غير عادلة.

ويضم الاقتراح الأوروبي مجالات تعاون إضافية تشمل الغذاء والزراعة، التجارة الرقمية، قواعد المنشأ، مراقبة الصادرات، وفحص الاستثمارات، بالإضافة إلى تحديات صناعية مثل فائض الطاقة الإنتاجية في سلاسل التوريد للصلب، الأدوية، السيارات، وأشباه الموصلات، مع التركيز على دعم صناعة الطيران المدني وتطوير سوق مشتركة للمواد الخام الحيوية.

تستمر المناقشات بين الطرفين على مستوى الخبراء، مع ترقب لعقد اجتماع سياسي رفيع المستوى في بداية الشهر المقبل لتقييم فرص التوصل إلى تفاهمات جديدة.