الاتحاد الأوروبي يُعيد التفكير في صناعة السيارات لمواجهة المنافسة الصينية

حذر ستيفان سيجورن، رئيس قطاع صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي، من ضرورة حماية صناعة السيارات الأوروبية من المنافسة الصينية المتنامية، داعيًا إلى إعادة النظر في هدف الاتحاد المتمثل في تحقيق الانبعاثات الصفرية للسيارات والشاحنات الجديدة بحلول عام 2035.
وفي تصريحات له يوم الجمعة، أكد سيجورن أن أوروبا بحاجة إلى سياسات صناعية أكثر واقعية، مع وضع قواعد واضحة لدعم الإنتاج المحلي، مشددًا على أن القارة لا تزال تفتقر إلى رؤية استراتيجية فعالة في هذا المجال.
وأشار إلى أن الحفاظ على تنافسية صناعة السيارات الأوروبية يستلزم مرونة أكبر في التعامل مع هدف التوقف الكامل عن سيارات الاحتراق الداخلي، معتبرًا أن مراجعة الأهداف البيئية يجب أن تتوافق مع الواقع الصناعي والاقتصادي.
وتأتي هذه التحذيرات بينما يدرس الاتحاد الأوروبي تعديل هدف الانبعاثات الصفرية استجابة لمطالب الشركات التي ترى أن التحول الكامل نحو السيارات الكهربائية بسرعة الحالية أمر صعب التحقيق.
وفي هذا الإطار، تسعى المفوضية الأوروبية إلى إطلاق فئة جديدة من السيارات الكهربائية الصغيرة بأسعار معقولة لمواجهة النفوذ المتزايد للشركات الصينية.
وحذر سيجورن من انتشار الشركات الصينية في أوروبا عبر إنشاء مواقع إنتاج محلية تعتمد على مكونات وأيدي عاملة صينية، واصفًا هذه الخطوة بأنها “غير مقبولة”. ودعا إلى وضع شروط واضحة للاستثمارات الأجنبية لحماية الصناعة المحلية، دون اللجوء إلى رسوم جمركية قد تضر بسلسلة الإنتاج الأوروبية.
كما شدد على أهمية تنويع مصادر المعادن النادرة وتقليل الاعتماد على الصين عبر التعاون مع دول مثل البرازيل وكندا ودول أفريقية، لضمان تعزيز الاكتفاء الذاتي لسلاسل التوريد في قطاع السيارات الأوروبي.
ويأتي ذلك في وقت يعيد فيه الاتحاد الأوروبي تعريف سياساته الصناعية، مع التركيز على حماية الأسواق المحلية في مواجهة الصين، مع الحفاظ على أهداف الاستدامة والتحول نحو الطاقة النظيفة، في خطوة تعكس التحولات الكبرى في الاقتصاد العالمي.




