الاتحاد الأوروبي يخصص 225 مليون يورو لإعمار مناطق زلزال شتنبر في المغرب

في خطوة جديدة تعكس متانة الشراكة المغربية الأوروبية، أعلن الاتحاد الأوروبي، يوم 15 أبريل 2025، عن تقديم دعم مالي مباشر للمغرب بقيمة 225 مليون يورو، ما يعادل نحو 2,4 مليار درهم، مخصص لإعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال شتنبر 2023، وتحفيز الاقتصاد المحلي بها.
ويهدف هذا الدعم إلى مرافقة جهود المغرب في مجالات رئيسية، تشمل إعادة تأهيل المساكن، وتحسين الولوج إلى الخدمات العمومية، لا سيما في قطاعي التعليم والصحة، إلى جانب إنعاش الأنشطة الاقتصادية التي تشكل ركيزة الاستقرار في المناطق الجبلية المتضررة.
الإعلان جاء خلال زيارة رسمية قامت بها سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريسيا لومبارت كوساك، إلى إقليم الحوز، أحد أكثر المناطق تضرراً بفعل الزلزال.
وأكدت السفيرة، في تصريحاتها، على التزام الاتحاد الأوروبي بدعم المغرب ليس فقط في الأوقات العادية، بل أيضًا خلال فترات الأزمات، معتبرة أن التضامن العملي يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.
وشملت الزيارة الميدانية عدداً من المشاريع والمبادرات، حيث التقت كوساك بعامل الإقليم، وزارت دوار أشبارو، حيث تفاعلت مع نساء ناشطات في تعاونية نسيج ومشاركات في برنامج محو الأمية تنفذه مؤسسة الأطلس الكبير بدعم أوروبي.
كما زارت قرية تينمل، حيث اطلعت على نماذج من إعادة الإعمار باستخدام الطراز المعماري المحلي، المنجزة بشراكة بين جمعية “تراث” وشركة “سوشال إنفرا فنتشرز”، وبدعم مالي من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي.
من بين النقاط البارزة في الزيارة، كانت معاينة حالة المسجد التاريخي لقرية تينمل، الذي تضرر بشدة من الزلزال. وقد أُنجزت دراسة تقنية لعملية ترميمه بدعم من الحكومة الإيطالية، في إشارة إلى البعد الثقافي الذي تحرص أوروبا على إدماجه في تدخلاتها بالمغرب.
السفيرة كوساك شددت على أهمية استدامة جهود الإعمار، مشيدة بمرونة السكان المحليين وروح التضامن التي تميز بها مختلف الفاعلين في مواجهة آثار الكارثة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الدعم المالي يواكب قرضاً آخر بقيمة مليار يورو منحه بنك الاستثمار الأوروبي للمغرب، بضمان من الاتحاد الأوروبي، موجَّه لإعادة بناء البنيات التحتية الأساسية في منطقة الحوز، خصوصاً المدارس والمستشفيات وشبكات الطرق، وفق ما أكدته بعثة الاتحاد الأوروبي بالرباط.