الإيثريوم يستعيد الزخم رغم ضغوط صناديق الاستثمار وتداعيات سياسة الفيدرالي الأميركي

سجلت عملة الإيثريوم ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مدعومة بعودة الطلب المؤسسي والخاص على الأصول الرقمية، بعد فترة قصيرة من الضغوط البيعية التي أثارتها تدفقات خارجة من صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) الأميركية المرتبطة بها.
فقد شهدت هذه الصناديق يوم الاثنين سحوبات قياسية بلغت 197 مليون دولار، وهو ثاني أكبر نزوح يومي منذ إطلاقها، بالتزامن مع قفزة في طلبات فك الرهن (Unstaking) للإيثريوم والتي وصلت قيمتها إلى 3.9 مليار دولار، ما أثار مخاوف بشأن الضغوط قصيرة الأجل على السوق.
ورغم هذه التطورات، أكد تيموثي ميسير، رئيس الأبحاث في شركة BRN، أن مستوى 4,400 دولار أصبح يمثل منطقة دعم محورية، مشيرًا إلى أن السوق ما يزال يجد اهتمامًا قويًا من المؤسسات والمستثمرين الكبار.
وبحسب بيانات CoinGecko، جرى تداول العملة عند 4,203.84 دولار في الجلسة السابقة، قبل أن ترتفع اليوم بنسبة 4.4% لتسجل 4,338.8 دولار على منصة CoinMarketCap.
الاهتمام المؤسسي المتزايد يعكسه احتفاظ الصناديق بما نسبته 5.08% من إجمالي المعروض من الإيثريوم، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة لتتجاوز حصة البيتكوين المحتفظ بها عبر الصناديق إذا استمرت التدفقات الحالية.
تزامن تحرك سوق العملات الرقمية مع صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لشهر يوليو، والذي أظهر إجماعًا شبه كامل على الإبقاء على أسعار الفائدة بين 4.25% و4.50%، مع استمرار الجدل داخل البنك المركزي حول تأثير الرسوم الجمركية والتوازن بين مكافحة التضخم ودعم سوق العمل.
وأشارت توقعات أداة CME FedWatch إلى احتمال بنسبة 85% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع سبتمبر المقبل.
ويأتي ذلك قبل الخطاب المرتقب لرئيس الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول، والذي قد يحدد ملامح السياسة النقدية في الفترة المقبلة، لا سيما مع اقتراب نهاية ولايته في مايو القادم.
يرى محللون أن مزيج العوامل الجيوسياسية والمالية – من تقلبات التدفقات في صناديق الإيثريوم، إلى قرارات الفيدرالي – سيظل يحدد مسار ثاني أكبر عملة رقمية في العالم.
غير أن الزخم الحالي، المدعوم بمشتريات مؤسسية، يعزز التوقعات بأن الإيثريوم قد يواصل اختبار مستويات المقاومة التاريخية في حال استقرار البيئة الاقتصادية والمالية.