الإمارات تطلق نموذجًا عربيًا رائدًا في الذكاء الاصطناعي لتعزيز موقعها التقني في الخليج

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الأربعاء عن إطلاق نموذج جديد للذكاء الاصطناعي مخصص للغة العربية، في خطوة استراتيجية تعكس التنافس المتصاعد بين دول الخليج لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تسعى الإمارات، التي تعد من كبار منتجي النفط، إلى تعزيز دورها كلاعب عالمي في هذا المجال المتقدم، مستثمرة مليارات الدولارات في البحث والتطوير. وتعتمد الإمارات على علاقاتها المتينة مع الولايات المتحدة للوصول إلى تقنيات متطورة تدعم أهدافها الطموحة.
وخلال زيارته الأخيرة للمنطقة، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الاتفاقية الخاصة بالذكاء الاصطناعي مع الإمارات تفتح أمامها الأبواب للوصول إلى أحدث الرقائق الذكية الأمريكية، وهو ما يمثل مكسبًا استراتيجيًا مهمًا للدولة الخليجية.
النموذج الجديد الذي أطلق عليه اسم “فالكون عربي” (Falcon Arabic) تم تطويره بواسطة مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي (ATRC)، ويتميز بقدرته على التعامل مع التنوع اللغوي الكامل في العالم العربي، استنادًا إلى بيانات عربية أصلية عالية الجودة، دون الاعتماد على الترجمات.
وأوضحت التقارير أن أداء نموذج “فالكون عربي” ينافس نماذج أكبر حجمًا بعشر مرات، ما يعكس كفاءة التصميم والتقنية المستخدمة فيه.
وفي هذا السياق، قال فيصل البناي، الأمين العام لمجلس ATRC: “الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم لا تقاس بالحجم فقط، بل بمدى فعالية وسهولة استخدام الأدوات وقدرتها على الوصول إلى الجميع.”
وأعلن المجلس أيضًا عن إطلاق نموذج “فالكون H1” الذي يتفوق على نماذج منافسة من شركات عالمية مثل Meta وعلي بابا، بفضل انخفاض متطلبات الحوسبة والخبرة الفنية المطلوبة لتشغيله.
ويأتي هذا التطور في وقت تشكل فيه الذكاء الاصطناعي محورًا رئيسيًا خلال زيارة ترامب للسعودية، حيث تسعى المملكة لتعزيز موقعها كمركز إقليمي وعالمي في تقنيات الذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة.
وكانت السعودية قد أطلقت مؤخرًا شركة جديدة متخصصة في تطوير وإدارة بنى الذكاء الاصطناعي، بهدف تقديم أحد أقوى النماذج اللغوية متعددة الوسائط باللغة العربية في العالم، حسب ما أعلنته الجهات الرسمية.