الأسواق تختبر أعصابها وسط تصاعد التوترات… و”باركليز” يرى فرصة كامنة للشراء

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، يجد المستثمرون أنفسهم مجددًا في مواجهة اختبار جديد للثقة والمرونة.

ورغم الضغوط المتزايدة، يرى بنك “باركليز” البريطاني أن هذه الأزمة، بعكس ما قد يُعتقد، قد تمهد الطريق لفرص مغرية في الأسواق المالية.

في أحدث تحليل له، أشار “باركليز” إلى أن الأسواق العالمية استطاعت منذ بداية العام تجاوز العديد من التحديات، متحدّثةً بلغة إيجابية نسبيًا رغم مناخ القلق المتزايد.

واعتبر البنك أن ما تشهده الأسواق حاليًا هو أقرب إلى “إرهاق” و”عمليات تحوّط” أكثر منه إلى ذعر فعلي، مستدلًا بذلك على التحركات المحدودة في مؤشرات التقلّب مثل مؤشر “VIX”، واستقرار الدولار والعوائد ضمن نطاقاتها الاعتيادية.

ومع ذلك، لم يغفل التحذير من مخاطر تصعيد أكبر، خصوصًا في حال تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع، وهو ما قد يشكّل لحظة حاسمة لمدى قدرة الأسواق على الصمود.

ورغم هذه التحذيرات، يعتقد “باركليز” أن النماذج التاريخية تشير إلى أن الأزمات الجيوسياسية في المنطقة غالبًا ما تؤدي إلى تقلبات قصيرة الأمد تفتح المجال أمام فرص شراء جذابة على المدى المتوسط.

وأكد البنك أن أي تحسن محتمل في الأوضاع أو إحراز تقدم نحو الاستقرار الإقليمي قد يُنظر إليه بإيجابية من قبل المستثمرين في الأصول عالية المخاطر.

وفي خضم هذه الاضطرابات، برز قطاع الطاقة كأحد المستفيدين، حيث ارتفعت أسهم الشركات العاملة فيه مدفوعة بدورها كـ”تحوّط جيوسياسي”.

وأوضح “باركليز” أن المراكز الاستثمارية في هذا القطاع ما تزال ضعيفة نسبيًا، مما قد يخلق ضغط شراء إضافيًا إذا استمرت التوترات.

أما قطاع الفضاء والدفاع، فقد سجّل أداءً استثنائيًا بارتفاع بلغ 61% منذ بداية 2025، إلا أن البنك لفت إلى أن التقييمات أصبحت مرتفعة، مما يدعو للحذر قبيل قمة “الناتو” المنتظرة الأسبوع المقبل.