الأسهم الأوروبية: توصية بعدم شراء مؤشر يورو ستوكس 50 في ظل التحديات الاقتصادية

حذرت شركة BCA Research المستثمرين من شراء مؤشر يورو ستوكس 50 في الوقت الحالي، موصية بالانتظار حتى يتداول المؤشر دون مستوى رئيسي قبل اتخاذ أي موقف إيجابي تجاه الأسهم الأوروبية.
رغم التخفيض الأخير في الرسوم الجمركية الأمريكية على الاتحاد الأوروبي، إلا أن الأسواق الأوروبية لا تزال تواجه عوائق اقتصادية رئيسية، أهمها آفاق النمو الضعيفة في المنطقة.
وأوضح ماثيو سافاري، كبير الاستراتيجيين الأوروبيين في BCA، أن مؤشر يورو ستوكس 50 سيظل عرضة للانخفاض، حتى وإن شهد ارتفاعًا مؤقتًا نحو 5100 نقطة نتيجة لتخفيف الرسوم الجمركية. واصفًا هذه الحركة بأنها ستكون مؤقتة ومضادة للاتجاه العام.
وأضاف سافاري أنه من الأفضل للمستثمرين الانتظار حتى ينخفض المؤشر إلى دون مستوى 4400 نقطة، قبل أن يتم اتخاذ موقف أكثر تفاؤلاً تجاه الأسهم الأوروبية.
تتزامن هذه التحذيرات مع حالة من عدم اليقين الاقتصادي المرتفع في أوروبا، وهو ما يمثل مخاطر كبيرة على الأسواق.
و على الرغم من أن التخفيض بنسبة 50% في الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الأوروبية قد ساعد في تخفيف بعض الضغط، إلا أن هذه الرسوم لا تزال تمثل زيادة ملحوظة مقارنة بالمستويات التي كانت عليها في بداية العام، كما أن صادرات السيارات لا تزال خاضعة لرسوم جمركية بنسبة 25%.
وأشار سافاري إلى أن احتمالات حدوث ركود اقتصادي قصير لا تزال مرتفعة، رغم التخفيف في الرسوم الجمركية. ولفت إلى أن تخفيض الرسوم إلى 10% يمثل تحسنًا مقارنة بما كان متوقعًا، لكنه لا يزال أعلى تسع مرات مما كان عليه الوضع في بداية العام.
من جهة أخرى، قد تؤدي الظروف التجارية للصين إلى تفاقم الوضع الاقتصادي في أوروبا. مع فرض رسوم جمركية أمريكية تصل إلى 145% على البضائع الصينية، تتوقع BCA أن تحاول الصين تحويل صادراتها إلى أوروبا، مما قد يؤدي إلى تضرر المنتجين المحليين وزيادة الضغوط الاقتصادية في المنطقة.
وفيما يخص الظروف المالية، أشار سافاري إلى أن ارتفاع قيمة اليورو بنسبة 9.2% منذ بداية العام، إضافة إلى استمرار ارتفاع عوائد السندات الألمانية، يعوقان قدرة الاقتصاد الأوروبي على التعافي بشكل سريع.
في ظل هذه التحديات، يتوقع سافاري أن يلجأ البنك المركزي الأوروبي إلى التيسير النقدي في الفترة القادمة. الأسواق بالفعل تسعر خفض أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي، ومن المتوقع أن تتوسع الإجراءات المالية في دول أخرى، بما يتجاوز ألمانيا.
ومع ذلك، نصح سافاري المستثمرين بالبقاء في موقف دفاعي حتى تهدأ المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي في المنطقة.