استقرار الدولار وصعود طفيف للين وسط حذر ياباني وتصاعد التوترات الجيوسياسية

شهدت أسواق العملات العالمية يوم الثلاثاء استقرارًا ملحوظًا في أداء الدولار الأمريكي، بينما سجّل الين الياباني مكاسب طفيفة بعد قرار بنك اليابان بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وتصريحات حذرة من محافظ البنك، كازو أويدا، الذي أشار إلى تنامي حالة عدم اليقين المرتبطة بالوضع التجاري العالمي.
أنهى بنك اليابان اجتماعه الذي امتد ليومين باتخاذ موقف متحفظ، حيث قرر الإبقاء على سياسته النقدية دون تعديل، معلنًا في الوقت نفسه عن خطة لتقليص مشترياته من الأصول بوتيرة أبطأ بدءًا من العام المقبل.
وجاء هذا القرار في ظل تصاعد التوترات العالمية، من أبرزها النزاع في الشرق الأوسط، وزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية، ما يُشكل بيئة مليئة بالمخاطر للأسواق.
وعقب صدور القرار، تقلب أداء الين الياباني بين المكاسب والتراجع، لكنه أنهى الفترة الصباحية بارتفاع طفيف بلغ 0.1% ليصل إلى 144.67 ين مقابل الدولار، وذلك بحلول الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش.
يرى محللون أن هذه التحركات تعكس محاولة البنك الياباني تحقيق توازن دقيق بين دعم الاقتصاد المحلي والتحوّط من اضطرابات الأسواق العالمية.
وقال تورو ساساكي، كبير الاستراتيجيين في “فوكوكا فاينانشال غروب”، إن البنك لا يزال يحتفظ بكميات كبيرة من السندات الحكومية، مما يبرر تباطؤه في تنفيذ خطوات تقليص حيازاته، في ضوء تذبذب سوق السندات والضبابية العالمية.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، لا يزال الجمود يخيّم على المحادثات التجارية بين اليابان والولايات المتحدة، في ظل عدم توصل رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا والرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اتفاق شامل حتى الآن، رغم محاولات التهدئة.
وفي أوروبا، استقر اليورو عند 1.1556 دولار دون تغيير يُذكر، فيما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% ليسجل 1.3562 دولار.
ويأتي هذا التراجع رغم توقيع ترامب اتفاقًا لتقليص بعض الرسوم الجمركية على الواردات البريطانية، في وقت تسعى فيه لندن وواشنطن لإنهاء مفاوضاتهما بشأن اتفاق تجاري شامل.
أما على صعيد الجغرافيا السياسية، فلا تزال حالة القلق مسيطرة على الأسواق بسبب التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، والذي دخل يومه الخامس.
وقد دفعت هذه التطورات الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مغادرة قمة مجموعة السبع في كندا مبكرًا، موجهًا مجلس الأمن القومي بالاستعداد لمتابعة الوضع من غرفة العمليات.