أظهر استطلاع حديث أصدره بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن توقعات المستهلكين الأمريكيين للتضخم ظلت مستقرة خلال شهر نوفمبر، في وقت بدأت فيه الثقة بسوق العمل تتحسن تدريجيًا رغم استمرار الضغوط الاقتصادية.
وبحسب نتائج الاستطلاع الصادرة يوم الإثنين، ثبتت توقعات التضخم للعام المقبل عند 3.2%، بينما ظلت توقعات التضخم على المدى المتوسط – لثلاث وخمس سنوات – عند مستوى 3% دون تغيير، ما يعكس حالة من الترقب الحذر لدى المستهلكين تجاه مسار الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بسوق العمل، أبرز الاستطلاع تراجعًا ملحوظًا في توقعات فقدان الوظائف، حيث انخفضت إلى 13.8% في نوفمبر، وهو أدنى مستوى يُسجل خلال عام 2025.
كما أشار المستطلعون إلى زيادة التفاؤل بشأن فرص التوظيف، مع تراجع توقعاتهم لارتفاع معدل البطالة وتحسّن النظرة إلى إمكانية العثور على وظيفة جديدة.
ورغم هذه الإشارات الإيجابية، كشف الاستطلاع جانبًا أكثر قتامة في أوضاع الأسر الأمريكية، إذ لا تزال التوقعات المتعلقة بسوق العمل أقل قوة مقارنة بالعام الماضي، بالإضافة إلى استمرار الضغوط التضخمية على مستويات مرتفعة.
ونتيجة لذلك، ارتفعت نسبة الأسر التي أفادت بتدهور أوضاعها المالية مقارنة بالعام الماضي إلى 39%، وهو أعلى مستوى يُسجل خلال العامين الماضيين.
وتعكس هذه النتائج مزيجًا من التفاؤل الحذر بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي، بين استقرار التضخم وتحسن نسبي في التوظيف، مقابل استمرار الضغوط المعيشية على شريحة واسعة من الأسر.
