استراتيجية ترامب للاستيلاء على المعادن الحيوية: أوكرانيا وكندا هدفان رئيسيان

في ولايته الثانية، ركز الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على تعزيز السيطرة الأمريكية على الثروات المعدنية خارج حدود الولايات المتحدة.
وكان يشخص “ترامب” أزمة أوكرانيا كفرصة استراتيجية لتأمين مصادر بديلة للمعادن الأرضية النادرة التي تهيمن عليها الصين والتي فرضت قيودًا على تصديرها إلى أمريكا.
المعادن الحيوية تُعد من العناصر الأساسية للاقتصاديات الحديثة والتكنولوجيا، وكذلك للأمن القومي. وهذه المعادن ضرورية في تصنيع الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة وأنظمة توجيه الصواريخ. الولايات المتحدة قد أدرجت 50 معدنًا حيويًا، تشمل المعادن الأرضية النادرة التي تُعد جزءًا مهمًا من هذه العناصر الحيوية.
ومع سيطرة الصين على أغلب هذه المعادن، لجأ “ترامب” إلى استخدام أسلوبه المعتاد: الضغط والتهديد لتأمين مصادر تلك الثروات المعدنية.
بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، تعد الصين أكبر منتج عالمي للمعادن الأرضية النادرة، حيث تهيمن على ما يقارب 90% من قدرة المعالجة لهذه المعادن عالميًا. بينما تنتج أمريكا أكثر من 10% من هذه المعادن، إلا أن الشركات الأمريكية ترسل هذه المعادن إلى الصين لمعالجتها.
مع تفشي جائحة كورونا وما تبعها من اضطرابات في سلاسل التوريد، تزايدت مخاوف الحكومة الأمريكية من خطر نقص هذه المعادن، مما دفع الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى تحديد مخاطر تهدد تدفق المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة.
يسعى “ترامب” إلى التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا يقضي بالعمل المشترك لاستغلال رواسب المعادن النادرة والحيوية والنفط والغاز داخل الأراضي الأوكرانية.
ويدعي “ترامب” أن الاتفاق المحتمل يمكن أن يعوض الولايات المتحدة عن المساعدات التي قدمتها إلى أوكرانيا أثناء الحرب ضد روسيا، مقدرًا قيمة هذه الصفقة بحوالي 500 مليار دولار.
تعتبر أوكرانيا من الدول التي تحتوي على رواسب ضخمة من المعادن النادرة مثل الليثيوم والكوبالت. وفي عام 2022، صرحت نائبة وزير حماية البيئة والموارد الطبيعية في أوكرانيا “سفيتلانا جرينشوك” أن أوكرانيا تضم حوالي 5% من إجمالي المواد الخام الحيوية في العالم.
الصين تهيمن على احتياطات المعادن النادرة حول العالم |
|
الدولة |
الاحتياطي من تلك المعادن |
الصين |
44 |
البرازيل |
21 |
الهند |
6.9 |
أستراليا |
5.7 |
روسيا |
3.8 |
فيتنام |
3.5 |
أمريكا |
1.9 |
جرينلاند |
1.5 |
لم تقتصر خطط “ترامب” على أوكرانيا فقط، بل شملت أيضًا دولًا أخرى مثل جرينلاند وكندا. وقد أثار هذا الاهتمام قلق الحكومة الكندية، حيث أشار رئيس الوزراء “جاستن ترودو” إلى أن تصريحات ترامب بشأن المعادن تُعتبر تهديدًا حقيقيًا، مؤكداً أن هذا قد يكون جزءًا من أهدافه في ضم كندا لتصبح الولاية رقم 51 بهدف الوصول إلى هذه المعادن الحيوية.
بعد التوترات الأخيرة بين “ترامب” و”زيلينسكي”، تم تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، مما أفشل توقيع الاتفاق المبدئي. لكن في المقابل، أعلن رئيس أوكرانيا أن بلاده مستعدة لاستئناف المحادثات والتوقيع على الصفقة بهدف تحقيق السلام.
رغم تأكيد “ترامب” على استعداد “زيلينسكي” للتوقيع على صفقة المعادن، يبقى هناك الكثير من التساؤلات حول القيمة الفعلية للاتفاقية. إن الوصول إلى المعادن النادرة قد يكون معقدًا، حيث تقع الكثير من الثروات المعدنية في الأراضي التي تحتلها روسيا.
بالإضافة إلى ذلك، تتطلب عملية إعادة الإعمار في أوكرانيا جهدًا هائلًا بعد انتهاء الحرب.