الاقتصاديةالأسهم

استراتيجيات الاستثمار: كيف تختار الأسلوب الأنسب لك؟

يسعى العديد من المستثمرين في سوق الأسهم إلى تقليد أساليب المستثمرين الناجحين أملاً في تحقيق نفس النجاح وزيادة رأس المال.

وغالباً ما يضع المستثمر الصغير أعينه على مستثمرين كبار ويقلد استراتيجياتهم بالكامل، بل يصل البعض إلى شراء الأسهم التي يوصي بها هؤلاء المستثمرون، ثم بيعها حين يبيعونها.

لكن الحقيقة هي أن نسبة النجاح بهذه الطريقة ضئيلة للغاية، بسبب التوقيت المتأخر لدخول السوق والخروج منه، فضلاً عن عدم معرفة المستثمر بكافة تفاصيل المحفظة الاستثمارية وأسباب قرارات المستثمرين الكبار.

من المؤكد أن المستثمر الناجح يحتاج إلى تطوير أسلوبه الاستثماري الخاص، ولو كان هذا الأسلوب مشابهًا لأسلوب آخر. على سبيل المثال، عندما قرر المستثمر الشهير “وارين بافيت” في غشت 2024 بيع نسبة كبيرة من أسهمه في شركة “أبل”، بدأت التوقعات تشير إلى احتمال تراجع السوق الأمريكي أو قطاع التكنولوجيا.

لكن المستثمر الأقل شهرة “لي لو” سبق “بافيت” في اتخاذ هذه الخطوة، حيث باع حصته في شركة “أبل” قبل شهر كامل من بافيت.

يُدير “لو” صندوق “هيماليا” الاستثماري، الذي تبلغ قيمة أصوله 15 مليار دولار. رغم أن حجم صندوقه أصغر مقارنة ببعض الصناديق الأمريكية، إلا أن أسلوبه الاستثماري يميزّه، حيث يحرص على “توسيع الأفق” واستثمار أمواله في أسواق متعددة، سواء في الدول المتقدمة أو النامية.

وقد أسهم هذا النهج في تحقيقه لعائد سنوي تراكمي بلغ حوالي 30% في المتوسط، متفوقًا على السوق الأمريكي، وهو ما يعكس نجاح استراتيجيته.

How to Use Defensive Investments to Shield Your Portfolio

ولكن مع هذه المزايا، لا بد من الإشارة إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها “لو” في إدارة استثماراته، ومنها الحاجة إلى فريق من المحللين الماليين المتمكنين. كما يتطلب منه التعامل مع أسواق وقوانين متعددة، مما يزيد من تعقيد عملية التنسيق.

تُظهر استراتيجية “لو” الاستثمارية أيضًا الاهتمام بالتنوع، حيث لا يقتصر على السوق الأمريكي بل يمتد استثماره إلى عدة دول ومجالات، من بينها الخدمات المالية، الطاقة، التكنولوجيا، وغيرها.

وفي حين أن “لو” يعزز التنوع في محفظته، إلا أنه يركز على 8 شركات في السوق الأمريكي، مما يعكس استراتيجية تنويع محسوبة.

من ناحية أخرى، نجد أن المستثمر “برنارد أرنو” يتبع أسلوبًا مختلفًا تمامًا، حيث يركز بشكل كبير على شركة واحدة، “إل. في. إم. إتش” التي يرأسها، حيث يشكل أكثر من 80% من استثماراته.

ورغم نجاحه الكبير، فإن هذا التركيز جعل ثروته تتعرض لانخفاضات كبيرة في أوقات الأزمات الاقتصادية، ما يبرز المخاطر الكامنة في تركيز المحفظة الاستثمارية على قطاع أو سهم واحد.

4 Stock market tips for beginner investors | The Senior | Senior

في المقابل، تبنّى “جون تمبلتون” نهجًا مميزًا من خلال استثمار طويل الأجل يتراوح بين عامين إلى 5 أعوام، حيث يشتري الأسهم المقومة بأقل من قيمتها لأسباب عارضة.

أسلوبه هذا أسهم في تحقيق متوسط عائد سنوي بلغ 15%، لكنه يتطلب احتفاظًا بنسبة “كاش” عالية لفترات طويلة مما يقلل من العوائد في بعض الأحيان.

أما “جويل جرينبلات”، فيعتمد على استثمار أعلى مخاطرة في السندات والشركات الصغيرة، حيث حقق عوائد سنوية متفوقة وصلت إلى 50% في بعض الأحيان، لكن هذه الاستراتيجية لا تناسب الغالبية العظمى من المستثمرين بسبب الحاجة إلى دراسة معمقة للأسواق والشركات التي يستثمر فيها.

وأخيرًا، يمكن أن نتذكر “جيسي ليفرمور”، الذي يعتبر “الأب الروحي” للتحليل الفني. وقد ركز على أهمية فهم تأثير مشاعر الخوف والطمع في أوقات الاضطراب، مشددًا على ضرورة اتخاذ القرارات بناءً على تحليلات دقيقة للسوق وليس بناءً على مشاعر اللحظة.

خلاصة القول، يجب على كل مستثمر تطوير أسلوبه الخاص الذي يتناسب مع معرفته وقدراته. التقليد الأعمى للاستراتيجيات الأخرى قد يؤدي إلى الفشل، في حين أن الاستفادة الواعية من معرفته الخاصة بفرص السوق والقطاعات المختلفة تزيد من فرص نجاحه في عالم الاستثمار.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى