ارتفاع سعر البيتكوين والإيثريوم يشير إلى انطلاق موسم جديد للعملات المشفرة

شهد سوق العملات الرقمية ارتفاعًا ملحوظًا مع اقتراب سعر البيتكوين من تسجيل أعلى مستوياته على الإطلاق، فيما وصلت عملة الإيثريوم إلى مستويات لم تُشاهد منذ عام 2021، في ظل موجة صعود ليلية دفعها نشاط قوي من المستثمرين.
وفقًا لبيانات “كوين متريكس”، صعد البيتكوين بنسبة 1% ليصل إلى 119,782 دولارًا، بينما تراجع الإيثريوم بنسبة 1.6% مسجلاً 4,181 دولارًا، بعد أن تجاوز يوم الأحد حاجز 4,000 دولار للمرة الأولى منذ ديسمبر 2021.
تزامن هذا الصعود مع ارتفاع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية صباح الاثنين، وسط توقعات المستثمرين صدور بيانات تضخم مهمة، مما ساعد الأسواق على البقاء قرب مستوياتها القياسية.
شهدت أسهم شركات مرتبطة بالعملات المشفرة مثل “كوين بيس” و”سيركل” و”جالاكسي ديجيتال” ارتفاعات تتراوح بين 3% و8%، كما سجلت شركات التعدين الرقمية مكاسب بارزة.
على الرغم من الأداء القوي في الربع الثاني، يتوقع بعض المحللين تباطؤًا مؤقتًا في السوق خلال أغسطس، وهو موسم تقليدي ضعيف للتداول، بما في ذلك في سوق العملات الرقمية.
يرى ماركوس ثيلين، الرئيس التنفيذي لشركة “10x ريسيرش”، أن ارتفاع العملات المشفرة جاء مدفوعًا بعمليات شراء خلال ساعات التداول في آسيا، مستفيدًا من التوسع السريع في الدين الأمريكي.
وأوضح أن اختراق البيتكوين لنطاق الاستقرار في يوليو جاء بالتزامن مع رفع سقف الدين الأمريكي بمليارات الدولارات، وهو ما يعزز الطلب على الأصول الصلبة كالبيتكوين والذهب.
من جانب آخر، استفادت الإيثريوم من تدفقات ضخمة لرؤوس الأموال إلى شركات متخصصة، مما دفع سعرها إلى تجاوز حاجز نفسي وتقني مهم عند 4,000 دولار.
شهدت أسهم شركات مثل “بيت ماين إمرجن تكنولوجيز” و”شارب لينك جيمينغ” ارتفاعات قوية، فيما أظهرت بيانات صناديق المؤشرات زيادة كبيرة في تدفقات الأموال إلى صناديق الإيثريوم.
رغم ذلك، لا يزال البيتكوين يبتعد بنسبة 3% عن ذروته في يوليو، والإيثريوم بنحو 14% عن أعلى مستوياته في نوفمبر 2021.
هذا التطور يعزز التكهنات ببداية “موسم العملات البديلة”، حيث يتوقع المحللون أن تراجع صعود البيتكوين والإيثريوم قد يسمح لعملات رقمية أخرى بتحقيق مكاسب كبيرة إذا استمرت الظروف الاقتصادية مستقرة.
فقد تضاعفت قيمة الإيثريوم أكثر من ثلاث مرات خلال الأشهر الأربعة الماضية، في حين ارتفع البيتكوين بأكثر من 600% خلال العامين الماضيين.
شاشانك سريبادا، مؤسس مشارك في شبكة الذكاء الاصطناعي “GAIA”، أشار إلى أن موسم العملات البديلة يبدأ عادة مع تحوّل رؤوس الأموال نحو الأصول الأكثر مخاطرة بعد توقف صعود العملات الكبرى.
وتؤكد بيانات حديثة ارتفاع هيمنة العملات البديلة مقارنة بالإيثريوم، مع استمرار مؤشر “كوانغلاس” الخاص بموسم العملات البديلة عند مستوى معتدل، ما يعكس استمرار فرص النمو في هذا القطاع.
وذكر جواو ويدسون، مؤسس منصة “ألفراكتال” لتحليل بيانات العملات الرقمية، أن موسم العملات البديلة بدأ للتو وقد يستمر حتى نوفمبر، مدعومًا بالاهتمام المؤسسي وتدفقات صناديق المؤشرات.
الأسبوع الماضي شهد تدفقات أكبر بكثير إلى صناديق الإيثريوم مقارنة بصناديق البيتكوين، ما يعكس سعي الإيثريوم للحاق بالبيتكوين وجذب رؤوس أموال جديدة إلى العملات الرقمية البديلة.