ارتفاع تكاليف السيارات في أمريكا الشمالية بسبب الرسوم الجمركية الجديدة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك، بالإضافة إلى الواردات من كندا غير المتعلقة بمنتجات الطاقة، على أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ يوم الثلاثاء المقبل.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الرسوم سترفع تكلفة إنتاج السيارات في أمريكا الشمالية بين 3500 و12000 دولار، وفقًا لتحليل أجرته مجموعة أندرسون الاقتصادية، وهي مؤسسة بحثية مقرها ميشيغان.
وقال بيتر ناجل، الخبير الاقتصادي في مجال السيارات بشركة ستاندرد آند بورز غلوبال موبيليتي، إن جميع السيارات في السوق الأمريكية ستتأثر بشكل أو بآخر بهذه الرسوم الجمركية.
وتتابع الحكومة الأمريكية النسبة المئوية من أجزاء كل سيارة التي يتم تصنيعها محليًا، حيث يتم احتساب الأجزاء المصنعة في كندا والولايات المتحدة على أنها تأتي من نفس البلد.
وفي هذا السياق، تعتبر سيارتان فقط “صُنع في أميركا” بنسبة 75% من قبل الحكومة الأمريكية، وهما تسلا موديل 3، وشاحنة هوندا ريدجلاين المجمعة في ألاباما.
أشارت شركات السيارات إلى أن معظم المركبات تحتوي على 50% أو أكثر من أجزائها التي تأتي من موردين أمريكيين أو كنديين، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذه السيارات مصنوعة بالكامل في أمريكا.
تعتبر شاحنة فورد إف-150 من أشهر السيارات في الولايات المتحدة، لكن حتى هذه السيارة تحتوي على أجزاء مستوردة من المكسيك، مما يعكس التحديات التي تواجه صناعة السيارات الأمريكية.
ومن جانبها، حذرت شركة فورد من أن فرض الرسوم الجمركية سيؤدي إلى أزمة غير مسبوقة في صناعة السيارات الأمريكية، مع التوقعات بأن تؤدي هذه الرسوم إلى زيادة في الأسعار وزيادة الضغط على القدرة التنافسية.
ورغم أن شركات صناعة السيارات حاولت الاستعداد لهذه التغيرات من خلال بناء مخزونات من الأجزاء والمنتجات القادمة من المكسيك وكندا، إلا أن هذه التدابير لن تكون كافية في حالة استمرار الرسوم الجمركية لفترة طويلة.
وأوضحت شركات مثل جنرال موتورز أنه في حال استمرت الرسوم الجمركية على المدى الطويل، سيكون من الصعب التكيف معها، حيث يتطلب الأمر إجراء تغييرات كبيرة في خطط الإنتاج والتوزيع.