سجلت أسعار الفضة في السوق الأوروبية قفزة قوية يوم الثلاثاء، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير 2012، مدفوعة بتزايد الطلب الصناعي والبيع بالتجزئة، إلى جانب تراجع الدولار الأمريكي في سوق الصرف.
ويأتي هذا الارتفاع لليوم الثاني على التوالي، مع ترقب المستثمرين لاجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
بحسب بيانات السوق، ارتفع سعر أونصة الفضة بنسبة 2.3% ليبلغ 37.16 دولاراً، بعد أن افتتح التداول عند 36.32 دولار، مسجلاً أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 36.15 دولار.
وكانت الفضة قد أغلقت تعاملات الاثنين على ارتفاع طفيف بلغ 0.1%، مستفيدة من عمليات شراء عند مستويات منخفضة.
ويعود الزخم التصاعدي الحالي في أسعار الفضة إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الطلب الصناعي المتنامي على المعدن، الذي يستخدم في عدد من الصناعات الحيوية أبرزها الإلكترونيات والطاقة الشمسية، فضلاً عن توجه المستثمرين الأفراد نحو الفضة باعتبارها أقل تكلفة مقارنة بالذهب الذي لا يزال قريباً من مستوياته التاريخية.
من ناحية أخرى، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء بأكثر من 0.1%، في ظل ترقب الأسواق لبيانات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة عن شهر مايو، والتي يُتوقع أن تقدم إشارات حاسمة حول أداء الاقتصاد الأميركي خلال الربع الثاني من العام.
ويُسهم ضعف الدولار عادة في دعم أسعار المعادن المقومة به، كونها تصبح أكثر جذباً للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى.
وفي سياق السياسة النقدية، يُعقد اليوم اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسط توقعات شبه إجماعية بعدم حدوث أي تعديل على أسعار الفائدة، للمرة الرابعة على التوالي.
ويترقب المستثمرون ما سيصدر غداً الأربعاء من قرارات، إلى جانب تحديثات التوقعات الاقتصادية وتصريحات رئيس المجلس، جيروم باول، التي قد تقدم إشارات مهمة بشأن مسار الفائدة للفترة المتبقية من العام.
بمجمل المعطيات، يبدو أن سوق الفضة يشهد مرحلة جديدة من الزخم مدفوعة بعوامل متعددة، في وقت تستمر فيه حالة الترقب لقرارات البنوك المركزية والبيانات الاقتصادية الرئيسية في توجيه الأسواق.
