ارتفاع السيولة النقدية لـ “بيركشاير هاثاواي” إلى مستوى قياسي وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي

ارتفعت السيولة النقدية التي تحتفظ بها شركة “بيركشاير هاثاواي” تحت إدارة المستثمر الشهير “وارن بافت” إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث بلغ المبلغ 347.7 مليار دولار في نهاية الربع الأول من العام، وهو ما يعكس اتخاذ المجموعة الاستثمارية نهجًا حذرًا في ظل حالة عدم اليقين التي تسببت فيها السياسات التجارية الحالية والرسوم الجمركية.
وفي بيان لها، أشارت “بيركشاير هاثاواي” إلى استمرار حالة الغموض حول تأثير السياسات التجارية والرسوم الجمركية، حيث أكدت الشركة أن هناك العديد من العوامل المجهولة بشأن نتائج هذه السياسات على المدى الطويل.
وخلال الاجتماع السنوي للمساهمين، تم توجيه سؤال إلى “وارن بافت” حول سبب تراكم السيولة النقدية، وما إذا كان الهدف من ذلك هو تأمين وضع مالي جيد لخليفته في الإدارة “جريج أبيل”.
ورد “بافت” ضاحكًا قائلاً إنه لا ينوي اتخاذ خطوة “نبيلة” مثل الاحتفاظ بالسيولة لمجرد تأمين الوضع للمدير المقبل، مشيرًا إلى أنه ليس في موقع يمنعه من استثمار الأموال عندما تتاح الفرص.
وأضاف “بافت”، الذي قاد “بيركشاير” لمدة ستة عقود، أن المجموعة حققت مكاسب كبيرة بفضل عدم الانغماس الكامل في بعض الأحيان في الاستثمارات، مما منحها الفرصة للاستفادة من الفرص الاستثمارية عندما تنشأ.
وفيما يتعلق بالسياسات التجارية الأمريكية، أبدى “بافت” رأيه بأن الرسوم الجمركية يجب ألا تُستخدم كأداة هجومية، معتبرًا أن الولايات المتحدة ستكون في وضع أفضل إذا شاركتها الدول الأخرى في ازدهارها المشترك.
وتجدر الإشارة إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” كانت قد تسببت في اضطرابات كبيرة في أسواق الأسهم العالمية، مما ساهم في زيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي وأثار مخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي عالمي.
وعلى صعيد آخر، كشفت “بيركشاير هاثاواي” عن تراجع في أرباحها التشغيلية بنسبة 14% خلال الربع الأول مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 9.6 مليار دولار.
وقد أُرجع جزء من هذا التراجع إلى الخسائر التي تكبدتها الشركة في قطاع التأمين جراء حرائق الغابات التي اجتاحت ولاية كاليفورنيا في يناير.
وفي ذات السياق، أعلنت الشركة عن بيع صافي للأسهم بقيمة 1.5 مليار دولار في الربع الأول، حيث تسعى إلى استكشاف فرص استثمارية جديدة وسط التحديات التي تواجهها الأسواق العالمية.